للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وجهة هو مولّيها. فيها حاله من خدمة المذهب الحنفي، نعنم جذب الزمام برَيْض الصعاب، ومن طَلَبَ عظيما خَاطَرَ بعظيم:

إذا كانت النفوس كبارا … تَعِبَتْ في مرادها الأجسام.

مؤلّفاته وآثاره المدوّنة مزاياه الذاتية:

تتميّز مؤلّفات هذا الحبر الفقيه المحدّث بمزايا نادرة، وترجع أسباب هذا التميّز إلى أمور اجتمعتْ له رحمه الله تعالى.

منها: اكتمال مواهبه الذاتية في الفهم والذكاء وقوّة الحفظ، ودقّة الذهن، وحسن الاستحضار، وامتلاك ناصية التعبير والإفادة بأسهل الألفاظ عن أصعب المعاني وأغمض المسائل، بالعربية والأردية جميعا.

ومنها: أنه كان من ريعان شبابه عاكفا على جمع الأوابد وقيد الشوارد في "تذكرته"، وكان يبذل وسعه في حلّ المشكلات التي استعصتْ على مَنْ قبله، وكلّما سنح له وجه في حلّ تلك المعضَلات قيّده في "تذكرته". وإذا وقف في كتاب على شيء تنحلّ به المعضَلات التي عنده أشارَ إليه، وكان جلّ مطالعته في كتب المتقدّمين، وكتب أكابر المحقّقين، وكان يقول: ربما طالعتُ مجلّدات ضخمة من كتاب، ولم أفزْ منه بشئ جديد، وربما ظفرتُ بفائدة قليلة.

ومنها: دأبه العجيب -مع مزاياه الفطرية- في الصبر على البحث والتنقيب، حتى يظفر بالضالّة المنشودة، وحسبُك مثالا ونموذجا واحدا من هذا الدأب -وقد سبق ذكرُه في كلام شيخنا البنوري-: أن تَعلَم أنه لما ألّف أحد كتبه في الردّ على القاديانية: "التصريح بما تواترَ في نزول المسيح" طالعَ لجمع أحاديثه وتخريجها مجلّدات كثيرة من المسانيد والجوامع والسنن والمعاجم، وطالع معها "مسند الإمام أحمد" كلّه من أوله إلى آخره، وهو في ستّ

<<  <  ج: ص:  >  >>