المتوفى ١٣٧٤ هـ، والشيخ محمد إبراهيم البلياوي، المتوفى ١٣٨٧ هـ، وتخرّج في التزكية والإحسان على الشيخ محمود حسن شيخ الهند الديوبندي المذكور، والشيخ الكبير العلامة أشرف علي التهانوي، المعروف بحكيم الأمة، المتوفى ١٣٦٢ هـ.
[الشيخ يتحدث عن نفسه]
وقد تحدّث الشيخ محمد طيّب رحمه الله بدوره عن البيئة السعيدة المعمورة بالتديّن والورع والتقوى والزهد في الدنيا والانقطاع لخدمة العلم والدين، التي ولد فيها، ونشأ، وترعرع، فقال: قد ولدتُ في مستهلّ القرن الرابع عشر. الهجرى ومنتهى القرن الثامن عشر الميلادي في بيئة شهدتْ انقلاب موازين الحضارة المتوارثة، وكان وقع حضارة جديدة وثقافة جديدة، بدأ يقرع الآذان، وقد كانت ولادتي في أسرة جدّي الإمام حجّة الإسلام محمد قاسم النانوتوي، مؤسّس دار العلوم ديوبند، الذي كان محي العلم والدين في عصره، وكانت حياته مثالا للبساطة والتوكّل، والاكتفاء بأقلّ ما يمكن من الأسباب، والاقتصاد والجدّ والكدّ، وكانت زوجته: جدّتي قد تشبّعت مباشرة بتربيته وصحبته المؤثرة، فكانت نسيج وحدها في المجاهدة في العبادة، والسخاء والسماحة، والتمسّك بشعائر الدين، والمحافظة على الصلاة والصيام والأوراد.
وقد تلقّيتُ التعليم والتربية تحت إشراف كلّ من والدي الشيخ الحافظ محمد أحمد ابن الإمام محمد قاسم النانوتوي وأمّه: جدّتي رحمهما الله تعالى، وقد كان يؤمن، ويعمل بكامل البساطة في أسباب الحياة كلّها، وكانت جدّتي مجبولة على التواضع وإنكار الذات، وكان يبذل هو والدي وجدّتي والأسرة كلّها كامل العطف غير العادى نحو أولئك المآت من الطلاب، الذين كانوا يتوافدون من داخل البلاد وخارجها إلى دار العلوم ديوبند، وكان الجميع