للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وغيره من أصحاب الفتاوى صحّحوا خلافه، ولكن على ذكر مما قالوا: لا يعدل عن تصحيح قاضي خان، فإنه فقيه النفس، ولا سيّما وفيه هنا نفع للصغير، فتأمل عند الفتوى.

فما نوّه به ابن عابدين ولقبه بأنه فقيه النفس، يعتبر شهادة فقيه، خير بكمّ هائل من تراث الفقهاء، والذي يعتبر خاتم المحقّقين في الفقه الحنفي.

أما تعريف فقيه النفس: فهو الذي صار الفقه سجية ملازمة له، وملكة قائمة به، يستطيع بواسطتها استنباط الأحكام وإدراكها.

والمقصود بذلك أن يكون شديد الفهم بالطبع لمقاصد الكلام، أي أن يكون له استعداد فطري يؤهله للاجتهاد.

وعد إمام الحرمين الجويني وجلال الدين المحلّي من شروط المجتهد أن يكون فقيه النفس، واعتبر الجويني هذا رأس مال المجتهد، وقال: إنه أمر جبلي، ولا يتأتى كسبه وتحصيله بحفظ الكتب.

مؤلّفات الإمام قاضي خان:

خلف الإمام قاضي خان ثروة علمية كبيرة للمكتبة الإسلامية، تدلّ على مكانته العلمية العالية في الفقه، واطلاعه الواسع على دقائق المذهب الحنفي، وقد نسبت كتب التراجم إليه طائفة من الكتب، كانت موضع اهتمام الفقهاء المتأخّرين، الذين أكثروا النقل عنه والإحالة إليها، ولكنّها مغمورة مع جلالة قدرها، سوى فتاواه الشهيرة بعضها ما تزال مخطوطة يمكن الوقوف عليها، وبعضها لا علم له مكانا، وفيما يلى أذكر نبذة يسيرة عن مؤلّفاته القيمة:

١ - فتاوى قاض خان أو الفتاوى الخانية.

من الفتاوى المعتمدة في المذهب الحنفي، ومن كتب الفتاوى التي نالت أسمى مكانة في الإفتاء، وتداولتها أيدي الفقهاء في كلّ زمان ومكان، لأنه

<<  <  ج: ص:  >  >>