هذا الذي مذ بدا في الشام صافحها .... كف السرور وعنها الهم قد رحلا
قاضى القضاة ابن بستان الذي شملت … عواطف الفضل منه السهل والجبلا
قد انجلت عنده كل الأمور كما … عن البرايا ظلام الظالمين جلا
من در منطقه أو نور طلعته … طول الزمان يحلي السمع والمقلا
انتهى. قال النجم: وكان حسن الصوت، إلا أنه كان يلحن في قراءته، ويطرب في خطبته، ويطيل بسبب ذلك الناس يمقتونه، ويسبونه بسبب التطويل، وكان يلبس عمامة كبيرة مكورة، وله عرج وقصر، وهو مع ذلك يتبختر، ويتخذ غلامًا أمرد من أبناء الناس، يمشي خلفه، وربما يلتفت، ويخاطبه في الطريق، كل منهما يرفل في زينته، وكان يعرف التركية، وإذا تكلم بها تبجح إزدراء بأبناء العرب، وهو ليس إلا منهم، وكانت فضيلته جزئية إلا أن جرأته كلية، وكان اختل مزاجه مدة تقرب من سنتين، وحصل له طرف من الفالج، ثم مات فجأة يوم الاثنين، سابع وعشري شعبان، سنة ثمان بعد الألف، ودفن بمقبرة باب الصغير.
* * *
[باب من اسمه محمود فقط]
٥٢١١ - الشيخ الفاضل المولى السَّيِّد مَحْمُود *
ذكره صاحب "الشقائق النعمانية" في كتابه، وقال: كَانَ وَالِده معلما للسُّلْطَان بايزيدخان، وَبَقِي هُوَ يَتِيما بعد وَالِده، ورباه بعض الصلحاء.