للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٩٥٠ - الشيخ الفاضل المولى سِنَان الدّين يُوسُف بن الْمولى حضر بك ابْن جلال الدّين، رَحِمهم الله تَعَالَى *

ذكره صاحب "الشقائق" في كتابه، وقال: كَانَ رَحمَه الله تَعَالَى عَالما، فَاضلا، كثير الِاطِّلَاع على الْعُلُوم عقلياتها وشرعياتها.

وَكَانَ ذكيا فِي الْغَايَة، يتوقد ذكاء وفطنة، وَكَانَ لحدّة ذهنه وَقُوَّة فطنته يغلب على طبعه الشريفْ إيراد الشكوك والشبهات، وقلما يلْتَفت إلى تَحْقِيق الْمسَائِل، وَلِهَذَا كَانَ يلومه وَالِده عَلَيْهِ.

يرْوى أنه كَانَ يَأْكُل مَعَه اللَّحْم يَوْمًا فِي طبق، فلامه على ميله إلى الشكوك، وَقَال: بلغ بك الشكوك إلى مرتبَة يُمكن أن تشكّ فِي أن هَذَا الظّرْف من نُحَاس، قَالَ: يمُكن ذَلِك، لأن للحواسّ أغاليط، فَغَضب وَالِده عَلَيْهِ، وَضرب بالطبق على رَأسه.

وَلما مَاتَ وَالِده كَانَ هُوَ فِي جوَار الْعشْرين من سنه، فَأعْطَاهُ السُّلْطَان مُحَمَّد خَان مدرسة بـ "أدرنه"، ثمَّ أعطاه مدرسة دَار الحَدِيث بـ "أدرنه"، ثمَّ جعله معلّما لنَفسِهِ، وَمَال إلى صحبته، وَكَانَ لَا يُفَارِقهُ.

وَلما جَاءَ الْمولى عَليّ القوشجي إلى السُّلْطَان مُحَمَّد خَان حرض السُّلْطَان مُحَمَّد خَان الْمولى سِنَان باشا على تعلم الْعُلُوم الرياضية مِنْهُ، فَأرْسل هُوَ الْمولى لطفى، وَكَانَ من تلامذته فِي ذَلِك الْوَقْت إلى الْمولى عَليّ القوشجي، فَقَرَأَ هُوَ على الْمولى عَليّ القوشجي الرياضية، وَأخْبر كل مَا سمع مِنْهُ للْمولى سِنَان باشا، حَتَّى أكمل الْعُلُوم الرياضية كلهَا.


* راجع: الشقائق النعمانية ١: ١٠٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>