كان التصوّف هي اللون الغالب على البيئة، التي فتح فيها الشيخ المحدث عينيه، والجوّ الذي نشأ فيه، وتربى، وكان من المستحيل أن لا يتأثر بهذه البيئة نشأ فيه شوق للعبادة والرياضة، وهو طفل صغير، وقد مرّ في الصفحات السابقة، كيف أن الشيخ كان يقضي أيامه في عبادة الله، وتطوّرت روحه الدينية هذه مع نموّه، حتى اصطبغ بصبغة التصوّف اصطباغا، يقول نظام الدين البخشي: إنه في "دهلي" هذه الأيام … ويعيش في ملابس الصوفية.
ويقول الملا عبد القادر البدايوني: يحتلّ في التصوّف مكانة رفيعة، بل يرى الملا البدايوني أنه اشتغل بالإفادة والتدريس، حتى يراه الناس صاحب العلوم الظاهرة، ولا يتردّد الناس إليه لأخذ علوم الباطن، يقول "يستر نفسه في ستار إفادة العلوم الرسمية وتعليمها.
[بيعة والده]
بايع الشيخ عبد الحق على يد والده الشيخ سيف الدين، وتلقّن منه الطريقة، يقول في "رسالة الوصية": اجتمعت لوالدى على حقوق الأبوة، والشياخة، والصداقة، والإرشاد. كان الشيخ سيف الدين يحتضن ابنه، ويجلسه في جنبه طوال ساعات، وكان يهمّه أن يعمر صدر ابنه بالعلوم القلبية، كان الشيخ عبد الحق أخذ الدرس الأول في باب المحبة والعشق من أبيه، ثم أمره أبوه أن ينضمّ إلى حلقة أصحاب السيّد موسى الكيلاني، فامتثل أمر أبيه، يقول: دخلت في إرادة سيّدي وسندي الشيخ موسى الكيلاني بأمر من والدي.