للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أبو حنيفة من الأئمة الجِلّة الذين عرفت عدالتهم واشتهرتْ

وهؤلاء الأئمة هم الذين يقول فيهم الشيخ الإمام القدوة المجتهد شيخ الإسلام أبو إسحاق الشيرازي الشافعي في كتابه "اللُّمَع في أصول الفقه" (١) في "باب القول في الجرح والتعديل" ما نصه: "وجملته أن الراوي لا يخلو إما أن يكون معلوم العدالة، أو معلوم الفسق، أو مجهول الحال، فإن كانت عدالته معلومة، كالصحابة رضي الله عنهم، أو أفاضل التابعين، كالحسن، وعطاء، والشعبي، والنخعي، أو أجلاء الأئمة، كمالك، وسفيان، وأبي حنيفة، والشافعي، وأحمد، وإسحاق، ومن يجري مجراهم: وجب قبول خبره، ولم يجب البحث عن عدالته". ا هـ.

ويقول فيهم ابنُ الصلاح الإمام الحافظ المفتي شيخ الإسلام تقي الدين أبو عَمرو عثمان بن صلاح الدين عبد الرحمن الكُردي الشَّهْرَزُوري الشافعي، في كتابه المشهور (٢) "علوم الحديث":

"فمن اشتهرت عدالته بين أهل النقل من أهل العلم، وشاع الثناء عليه بالثقة والأمانة، استُغْنِيَ فيه بذلك عن بينة شاهدة بعدالته تنصيصا. وهذا هو الصحيح في مذهب الشافعي، وعليه الاعتماد في فن أصول الفقه.

ومن ذكر ذلك من أهل الحديث أبو بكر الخطيب الحافظ، ومثَّل ذلك مالك، وشعبة، والسفيانيين، والأوزاعي، والليث، وابن المبارك، ووكيع، وأحمد


(١) ص ٤١ طبع مصطفى البابي الحلبي بمصر سنة ١٣٥٨.
(٢) "علوم الحديث" المعروف بمقدمة ابن الصلاح ص ١١٥. في (النوع الثالث والعشرين).

<<  <  ج: ص:  >  >>