للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يسْبِقُ بَرْقَ الجوِّ إدْراكُه … لا كامْرِئ في جهلِه عاثرِ

يقول مَنْ يسمع ألفاظَه … كم تركَ الأوَّل للآخر

فوَصْفُه أعْجَزَ كلَّ الورَى … من ناظم القول ومن الناثر

إن الثّنا في وصفه قد غدا … غنيمةَ الوارِدِ والصادر

تلْهُو به الرُّكْبان في سَيْرِهم … لأنه أُعْجوبةُ السامر

يلْقَى الذي يَسْعى إلى بابه … بنائلٍ من جُودِه الغامر

فالله يَرْعاه ولم ينْسَهُ … عند خُطوب الزمن الغادر

كذا نقلتُ هذه الترجمة من "أعيان العصر" للصلاح الصَّفَدِيّ، وحذفت منها ما لا تَمسُّ الحاجة إليه. وهذا القدر من الصلاح الصَّفَدِيّ، في مدح صاحب الترجة، يدلُّ على أنه كان ذا فضل وافر، وإحسان مُتكاثِر، وأنَّه حَرِّيّ بأن يُعَدُّ في جُملة فضلاء الحنفية، الذين بفضلهم يُقْتدى، وبعِلمهم يُهْتَدى، والفضل ما شَهدَت به الأعداء؛ فإن غالبَ شافعية ذلك العصر كانوا لا يُحِبُّونه، وفي المدح لا يُنْصفونه؛ لما ذكرناه من مَيْله إلى أفاضل العجَم، وكالعلامة الإتْقَانِيّ وأضْرابه، وتعَصبَّه لأهل مذهبه. ولا تلْتَفِتْ أيها الواقف على كلام الصَّفَدِيّ هذا، إلى ما فيه من البَلايا المخبّأة في الزَّوايا، فقد أوضحنا لك السبب، والله سبحانه وتعالى يُسامح الجميع، ويغفرُ لهم، بمَنِّه ولُطْفه.

* * *

٢٣٤٤ - الشيخ الإمام العالم الكبير المحدّث صفة الله بن مدينة الله بن زين العابدين بن عبد الوالي بن أبي الفتح نظام الدين الرضوي الخير آبادي *


* راجع: نزهة الخواطر ٦: ١٢٢، ١٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>