وللإمام أبي يوسف رحمه الله مؤلّفات كثيرة مذكورة في كتب أهل العلم، لكن الذي وصل إلينا من كتبه قليل بالنظر إلى كثرة مؤلّفاته، فممّا وصل إلينا:"كتاب الآثار" في أدلة الفقه، روي جلّها عن أبي حنيفة، وله مسند آخر يروى عنه في الكتب، ولم نطلع عليه، ومما وصل إلينا من مؤلّفاته كتاب "اختلاف ابن أبي ليلى وأبي حنيفة"، وكتاب "الرد على سير الأوزاعي"، وكتاب "الخراج"، وهو رسالته إلى الرشيد في أحكام الأموال، ألّفها على طلب منه، ومقدمتها تدلّ على أنه لم يكن يحابي أحدا في الحق، ولم يؤلّف أحد من أهل طبقته مثيل هذا الكتاب، بل لو قلنا: لم يؤلّف مثله لم نكن من مغالين، فمن طالع الكتاب، وقارنه بالكتب التي ألّفت في هذا الباب اعترف بذلك، وعليه شروح تبرز خباياه، وتستخرج كنوزه وخفاياه، وينسب إليه كتاب في المخارج والحيل، محفوظ بدار الكتب المصرية، وبمكتبة علي باشا الشهيد في "الآستانة" طبعة جوزيف شخت المستشرق الألماني باسم محمد بن الحسن.
وقال محمد بن إسحاق النديم: لأبي يوسف من الكتب في الأصول والأمالي كتاب الصلاة، وكتاب الزكاة، وكتاب الصيام، وكتاب الفرائض، وكتاب البيوع، وكتاب الحدود، وكتاب الوكالة، وكتاب الوصايا، وكتاب الصيد، والذبائح، وكتاب الغصب، وكتاب الاستبراء، ولأبي يوسف إملاء، رواه بشر بن الوليد القاضي، يحتوي على ستة وثلاثين كتابا مما فرعه أبو يوسف، وكتاب اختلاف علماء الأمصار، وكتاب البيوع ككتاب الرد على مالك بن أنس، وكتاب رسالته في الخراج إلى الرشيد، وكتاب الجوامع، ألّفه ليحيى بن خالد، يحتوي على أربعين كتابا، ذكر فيه اختلاف الناس، والرأي المأخوذ به. اهـ.