وقد ألّف ابن قطلوبنا الحافظ جزءا في عوالي حديث الطحاوي، وسمعه عند قبره، وفعل مثل ذلك مع الليث بن سعد، وبكّار القاضي، والثلاثة محفوظة في مكتبة برلين، كما في بركلمان.
وتلك شذرة من فضائل هذا الإمام الجليل، وهذا القدر من البيان كاف في هذا الشأن.
[بعض أسانيد أهل العلم في كتب الطحاوي]
فرواية المشارقة لـ "كتاب معاني الآثار" للطحاوي بطريق الحافظ أبي بكر محمد بن إبراهيم المقرئ الحنبلي صاحب "مسند أبي حنيفة"، ومؤلّف "المعجم" المشهور، وبطريق أبي الفضل محمد بن عمر الترمذي، كلاهما عن الطحاوي، وأما رواية المغاربة فبطريق أبي القاسم هشام بن محمد بن أبي خليفة الرعيني عن الطحاوي. وهو حمل إليهم كتاب "بيان مشكل الحديث" المعروف بـ "مشكل الآثار وكتاب الأشربة" للطحاوي أيضا، كما يظهر من فهرس أبي بكر بن خير الأشبيلي (٢٠٠ و ٢٦٢)، وقد أطال السخاوي بيان ذكر أسانيده المتشبّعة في "معاني الآثار" سماعا، لخّصها المحدّث عبد القادر بن خليل المدني خطيب المنبر النبوي المعروف بكدك زاده في كتابه "المطرب المعرب الجامع لأسانيد أهل المشرق والمغرب"، وساق أسانيد جمع من شيوخه إلى الحافظ محمد بن عبد الرحمن السخاوي سماعا عليه، ثم ذكر أسانيد السخاوي جماعة عن جماعة في الكتاب إلى الطحاوي رضي الله عنه، ويطول الكلامُ لو نقلناها كلّها، فليرجعْ مَنْ شاءَ إلى "المطرب المعرب"، وهذا الثبت أرويه مكاتبة عن المحدّث المعمّر الحسين بن علي العمري اليماني، عن أحمد بن محمد بن يحيى السياغي الصنعاني، عن الحسن بن أحمد