وغير هؤلاء من أهل تلك البلاد، وغيرها، ولم يزهد في الرواية عن أقرانه، وعمن هو دونه، كما هو شأن الأكابر في روايتهم عن الأصاغر.
وههنا نذكر ترجمة إجمالية لعدة عديدة من شيوخه، رضي الله عنهم.
١ - الإمام أبو حنيفة المتوفى سنة ١٥٠ هـ. هو الإمام العالم فقيه الملة النعمان بن ثابت بن زوطى الكوفي مولى بني تيم بن ثعلبة، ولد في زمن جماعة كثيرة من الصحابة رضي الله عنهم، ورآى أنس بن مالك غير مرة بـ"الكوفة"، إذ قدمها أنس وروى عن عطاء بن أبي رباح، وهو أكبر شيخ له وأفضلهم، وروى عن الشعبي، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج، وعمرو بن دينار، وعطية العوفي، وابن الشهاب الزهري، وعطاء بن السائب، وشهاب بن عروة، وحماد بن أبي سليمان، وبه تفقّه، وخلق كثير.
وعني بطلب الآثار، وارتحل في ذلك، وأما الفقه والتدقيق في الرأي وغوامضه فإليه المنتهى، والناس عليه عيال، قال الإمام الشافعي: الناس في الفقه عيال على أبي حنيفة.
قال الإمام الذهبي: الإمامة في الفقه ودقائقه مسلمة إلى هذا الإمام، وهذا أمر لا شك فيه، وكان من أذكياء بني آدم، جمع الفقه والعبادة والورع.
٢ - الإمام أبو يوسف المتوفى سنة ١٨٣ هـ. هو يعقوب بن إبراهيم الإمام المجتهد المحدث قاضى القضاة، ولد في "الكوفة" سنة ١١٣ هـ، وحدث عن هشام بن عروة، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وعطاء بن السائب، ويزيد بن أبي زياد، وأبي حنيفة، ولزمه، وتفقّه به، وهو من أنبل تلامذته وأعلمهم، وعن أبي يوسف صحبت أبا حنيفة سبع عشرة سنة،