للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال الإمام الكوثري رحمه الله تعالى: هو من أعاظم المجتهدين في الفقه الإسلامي، وقد خلّف مؤلّفات عظيمة النفع للغاية، في علوم الرواية والدراية. وقد جمع بين براعتين: البراعة في علوم الحديث والبراعة في الفقه وأصوله، جمعا قلّ مَنْ جمع بينهما جمعَه في علماء هذه الأمّة، كما يعترف بذلك مَنْ نهل من مناهل آثاره الفيّاضة، فأحببتُ إفرادَ ترجمته بنوع من الإفاضة في رسالة، سمّيتها: "الحاوي في سيرة الإمام أبي جعفر الطحاوي" رحمه الله، ورضى عنه، وأرضاه، عرفانا لجميله، قياما ببعض ما يجبُ في تبجيله، والله سبحانه ولي التوفيق، والهادي إلى أقوم طريق.

[نسب الطحاوي وميلاده]

عداده في حجر الأزد من قبائل "اليمن"، سكن أجداده "مصر" بعد الفتح الإسلامي، والحَجْر بفتح الحاء وسكون الجيم فخذ من أفخاذ قبيلة الأزد المعروفة، ويقال للأزد هذه: أزد الحجر، تمييزا لها من أزد شنوءة، والأزد بفتح الهمزة وسكون الزاي لها أفخاذ كثيرة، شرحها في كتب أنساب العرب، وقد ساق مسلمة بن القاسم القرطبي نسب أبي جعفر الطحاوي في كتابه المعروف بـ "الصلة" لكونه ذيلا لـ "تاريخ البخاري الكبير"، فقال: هو أحمد بن محمد بن سلامة بن سلمة بن عبد الملك بن سلمة بن سليم بن سليمان بن جواب الأزدي ثم الحجر المصري الطحاوي، الإمام المحدّث الفقيه الحنفي الحافظ أبو جعفر.

ووقف الحافظ ابن عساكر في سوق نسبه عند سليم، وابن خلّكان عند عبد الملك، واختلفوا في ميلاده، فقال ابن عسكر نقلا عن ابن يونس: إنه ولد سنة تسع وثلاثين ومائتين، وعليه اقتصر الذهبي وأبو المحاسن، لكن قال البدر العيني في "نخب الأفكار": قال السمعاني: ولد الطحاوي سنة

<<  <  ج: ص:  >  >>