وروى عنه الإمام أحمد، وناهيك به، ونص الطحاوي عن أسد بن الفرات، قال: كان أصحاب أبي حنيفة، الذين دوّنوا الكتب أربعين رجلًا، وكان في العشرة المتقدّمين أبو يوسف، وزفر، وداود الطائي، وأسد بن عمرو، ويوسف بن خالد، ويحيى بن زكريا، وهو الذي كان يكتبها لهم ثلاثين سنة. وولي القضاء بعد أبي يوسف للرشيد، وحجّ معه. مات سنة تسعين ومائة. انتهى. وفيه أيضًا عند ذكر تلامذة الإمام ومنهم: أسد بن عمرو بن عامر بن أسلم بن مغيث، أبو المنذر البجلي الكوفي، صاحب الإمام، سمعه، وغيره. وروى عنه أحمد بن حنبل، ومحمد بن بكار، وأحمد بن منيع. وولي القضاء بـ "بغداد" و"واسط" من الرشيد. ولما أنكر من بصره شيئًا اعتزل عن القضاء. وكان الإمام يختلف إليه في مرضه الذي توفي فيه غدوة وعشية. توفي سنة ثمان أو تسع وثمانين ومائة. انتهى. قلت: فيه ما فيه، أما أولا فلكون التاريخ الذي ذكره ههنا مخالفا للتاريخ الذي ذكره في حرف الألف. وأما ثانيا فلأن وفاة الإمام كانتْ سنة خمسين ومائة. فكيف يتصوّر أن يختلف إليه في مرضه الذي توفي فيه، ولعلّ فيه زلّة من قلم الناسخ، (١) والبجلي بفتح الباء وسكون الجيم نسبة إلى "بجلة" رهط من سليم. وأما البجلي بفتحتين فهو نسبة جرير بن عبد الله البجلي الصحابي، كذا قال القارئ.