الغفاري، وأخرج معه أم سلمة زوجته، فلما نزل بساحتهم لم يتحركوا تلك الليلة، ولم يصح لهم ديك، حتى طلعت الشمسُ، وأصبحوا، وأفئدتهم تخفق، وفتحوا حصونهم، وغدوا إلى أعمالهم، معهم المساحي والكرازين والمكاتل، فلما نظروا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: محمد والخميس، يعنون بالخميس الجيش، فولوا هاربين إلى حصونهم، وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الله أكبر، خربتْ خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين، ووعظ رسول الله صلى الله عليه وسلم الناسَ، وفرَّق بينهم الرايات، ولم يكن الرايات إلا يوم خيبر إنما كانت الألوية.
[٥١ - سرية عمر بن الخطاب رحمه الله إلى تربة]
ثم سرية عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه إلى "تربة" في شعبان سنة سبع من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالوا: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطَّاب في ثلاثين رجلا إلى عجز هوازن بـ "تربة"، وهي بناحية "العبلاء" على أربع ليال من "مكة" طريق "صنعاء" و"نجران"، فخرج، وخرج معه دليل من بني هلال، فكان يسير الليل، ويكمن النهار، فأتى الخبر هوازن، فهربوا، وجاء عمر بن الخطَّاب محالهم، فلم يلق منهم أحدا، فانصرف راجعا إلى "المدينة".
[٥٢ - سرية أبي بكر الصديق رضي الله عنه إلى بني كلاب بنجد]
ثم سرية أبي بكر الصديق إلى بني كلاب بـ "نجد" ناحية "ضرية" في شعبان سنة سبع من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، أخبرنا هاشم بن القاسم الكناني، أخبرنا عكرمة بن عمَّار، أخبرنا إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه، قال: غزوتُ مع أبي بكر إذ بعثه النبي صلى الله عليه وسلم علينا، فسبى ناسا من المشركين، فقتلناهم، فكان شعارنا أمت أمت، قال: فقتلت بيدي سبعة أهل أبيات من المشركين.