للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فأنفذ إليه الكتب من وقته وذكر في "كتاب التعليم" أن من جملة الكتب التي طلبها الشافعي: "السير الكبير" لمحمد بن الحسن (١).

قلت: قد أثنى الإمام الشافعي في هذا النظم على الإمام الشيباني ثناء بليغا، كما لا يخفى.

وعن الديلمى، أن الشافعي قال: جالسته عشر سنين، وحملت من كلامه حملى جمل، لو كان يكلمنا على قدر.

يقولون أجسام المحبين نضوة … وأنت سمين لست غير مراء

فقلت لأن الحب خالف طبعهم … ووافقه طبعي فصار غذائي

قال الإمام الكشميري رحمه الله تعالى في "فيض الباري على صحيح البخاري" ١: ١٥٢ وهذا الشافعي لما كان فقيه النفس أثنى على محمد بن الحسن رحمه الله تعالى بما هو أهله، فتارة قال: إنه كان يملأ العين والقلب (لأنه كان جميلا، ويملأ القلب من العلم). وقال أخرى: إذا تكلم محمد رحمه الله تعالى، فكأنما ينزل الوحي. ومرة قال: إني حملت عنه وقر بعير من العلم.

وأما المحدثون فمن لم يكن منهم فقيها لم يعرف قدره ورتبته، ولم تنقل عنهم كلمات التبجيل في شأنه رحمه الله تعالى. ووجه نكارتهم أنه أول من جرد الفقه من الحديث، وكانت شاكلة التصنيف قبل ذلك ذكر الآثار والفقه مختلطا، فلما خالف رأيهم طعنوا عليه في ذلك، مع أنه لم يبق الآن أحد عن المذاهب الأربعة إلا وقد فعل فعله، وسار سيرته، فرحمه الله من أنصف، ولم يتعسف (٢).

[ثناء الإمام أحمد بن حنبل]

قال الإمام القدوة شيخ الإسلام ناصر السنّة أحد الأئمة "الأربعة أحمد بن حنبل الشيباني رحمه الله تعالى: إذا كان في المسئلة قول ثلاثة لم يسمع


(١) راجع: الجواهر المضية ٣: ١٢٥.
(٢) راجع: فيض الباري ١: ١٥٢، ١٥٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>