وأخذ الفنون الرياضية عن الشيخ عبد الله القندهاري.
ثم تصدّى للتدريس والتذكير.
وكان رجلًا صالحا، كريما، مفرط الذكاء، متين الديانة.
مات سنة ستّ وتسعين ومائتين وألف، كما في "مفيد المفتي".
* * *
٥١٨٩ - الشيخ الفاضل المولى مَحْمُود بن الْكَمَال، الملقّب بأخي جَان، المشتهر بأخي جلبي *
ذكره صاحب "الشقائق النعمانية" في كتابه، وقال: كَانَ أبوه كَمَال الدّين فِي بَلْدَة "تبريز"، ثمَّ أَتَى بلاد الروم، وَكَانَ طَبِيبا حاذقا، وانتسب إلى خدمَة الأمير الْكَبِير إسماعيل بك بِولَايَة "قسطموني"، وَلما سلم الأمير الْمَزْبُور الْولَايَة الْمَذْكُورَة إلى السُّلْطَان مُحَمَّد خَان، وارتحل إلى جَانب "روم إيلى" أَتَى الْمولى كَمَال الدّين إلى مَدِينَة "قسطنطينية"، وَفتح هُنَاكَ دكانا فِي السُّوق الْمَنْسُوب إلى مَحْمُود باشا، واشتهرت حذاقته فِي الطِّبّ بَين النَّاس، حَتَّى رَغِبُوا فِي طبه، وَرَجَعُوا إليه فِي مداواة مرضاهم، وَحصل لَهُ بِسَبَب الطِّبّ مَال عَظِيم، وَاشْترى بذلك دَارا بِالْمَدِينَةِ المزبورة، وتوطّن. هُنَاكَ إلى أن توفّي، وَطَلَبه السُّلْطَان مُحَمَّد خَان مرَارًا ليصير طَبِيبا فِي دَار سلطنته، فَأبى عَن ذَلِك، وَقَالَ كَيفَ أخْتَار الرّقّ بعد الحرية.
وَبعد وَفَاته خدم وَلَده الْمَزْبُور الْحَكِيم قطب الدّين، والحكيم ابْن الْمَذْهَب، وَحصل عِنْدهمَا الطِّبّ، وَمهر فِيهِ غَايَة المهارة، وَأظْهر فِي المعالجات
* راجع: الشقائق النعمانية ١: ٢٥٦، ٢٥٧.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute