للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والأمالي، وأدب القاضي أملاه على بشر بن الوليد، والمناسك، وغير ذلك.

حكى لنا الشيخ يحيى الغزي الواعظ في المسجد الحرام بجانب الحجر مواجها لميزاب الكعبة المشرّفة حين قدم إلى "مدينة زبيد" في سنة ثمان وتسعمائة أنه وقف على الأمالي لأبي يوسف رحمه الله تعالى في ثلاثمائة مجلّد في مدرسة بـ "مدينة غزة" من أرض "الشام" في خزانه مفردة لها، ولعلّها كانت في دولاب خاص، كما فعلوا بـ "الكواكب الدراري" لابن زكنون بظاهرية "دمشق".

وليس عندنا أيّ نبأ عن هذا الكتاب الضخم، ولعلّه ضاع فيما ضاع في الحرب الضروس التي زالت بها الدولة الجركسية من "مصر" في القرن العاشر الهجري، وللسلف مؤلّفات يعدّ بعضها بالمئات من المجلدّات، ككتاب "الفنون" لأبي الوفاء بن عقيل الحنبلي، وكتاب "حدائق ذات بهجة" في التفسير لأبي يوسف عبد السلام القزويني، وتفسير أبي الحسن الأشعري، وتفسير الجبائي، وتفسير القاضي عبد الحبار، وغير ذلك، لا نجد لها أثرا في الخزانات، وكل ذلك مما ضاع في حروب لا تبقى، ولا تذر، كم لمغول الشرق وآل جنكيز من الاعتداءات شنيعة -قبل أن يسلموا- فقدنا بها معظم المؤلّفات العظيمة في الشرق الإسلامي -عوض الله للخلف ما ضاع عنهم من تراث السلف-، وفي البقية الباقية من التراث غنى وبلاغ وهدى إذا تمكنا من الاستمساك بها، واهتدينا بهديها، والله الهادي لمن استهداه.

[رأيه في مسائل الكلام المتنازع فيها في عصره]

روى ابن أبي العوام عن محمد بن أحمد بن حماد، عن محمد بن شجاع عن الحسن بن أبي مالك، سمعت أبا يوسف، يقول: القرآن كلام الله، من قال: كيف، ولم، وتعاطى مراء ومجادلة استوجب الحبس والضرب بالسوط

<<  <  ج: ص:  >  >>