المبرّح، وبه سمعت أبا يوسف يقول: لا يفلح من استحلى شيئا من الكلام، ويقول: احفظوا عني هذا، ولقد كان يقول: لو قدرت أن أقاسمكم ما عندي وما في قلبي من العلم لفعلت، وكان ناصحا، ما سمعته قطّ يرخّص في شيء من الكلام، ولقد كان ينهانا عنه أشدّ النهي، وبه إلى ابن شجاع، قلت: للحسن بن أبي مالك: أروي عنك أن أبا يوسف كان يرى أن من زاد على أن القرآن كلام الله أنه يرى عليه العقوبة بالضرب، قال: نعم، ارو ذلك عني، سمعت أبا يوسف يقول: من سأل عنه عوقب. قلت: يا أبا علي فهل توافق أبا يوسف على هذا؟ قال: لو خالفت في جميع قوله لوافقته على هذا، من سمعته يسأل عن شيء من هذا فهو رجل سوء، لا يؤدّيه سؤاله إلى خير.
وسمعت محمد بن شجاع يقول: سمعت الحسن بن أبي مالك وبشر بن الوليد يقولان: إن رجلا حكى أن أبا يوسف قال: القرآن مخلوق، فأتينا أبا يوسف، فقلنا: نحن بطانتك وخاصتك، تخبر غيرنا بشيء تنهانا عنه، قال: وما هو؟ فذكرنا له ما حكى، فقال لنا: يا مجانين هؤلاء يكذبون على الله عزّ وجلّ، فكيف لا يكذبون عليّ؟ وقال: أهل البدع يحكون كلامهم، ويكذبون على الناس، وقال الطحاوي: حدّثني يحيى بن عثمان عن أبي إبراهيم (بن معبد)، ضرب أبو يوسف رجلا من الأبناء كان يرى رأي الجهمية خمسة وثلاثين سوطا، وقال: لولا أنه كان من الأبناء لزاده، وهذا ظنّ الراوي، وروى الطحاوي عن على بن عبد الرحمن بن المغيرة عن سعيد بن ديسم سمعت إيراهيم بن الجراّح يقول: كنا عند أبى يوسف ومعنا بشر، وفي المجلس معنا يوسف بن أبي يوسف، فتكلّموا في مسألة، فقال ليوسف: ما أنت، وذا أقبل على داحك (١)، -وكانت عليه جبة وشيء له قيمة-.