٧١٠ - العالم الأمجد مولانا أحمد المشهور بمظلوم ملك *.
كان رحمه الله من ملازمي المولى جعفر من جملة الصدور في الدولة السليمانية، ودرّس أولا بمدرسة إبراهيم باشا بعشرين، ثم مدرسة ابن باباس بخمسة وعشرين، وكلتاهما بـ "قسطنطينية"، ثم مدرسة أمير سلطان في "بروسه" بثلاثين، ثم مدرسة والده الأمير عثمان شاه، كلتاهما بـ "قسطنطينية"، ثم نصب معلّما لأبناء السلطان سليم خان في الدار العامرة، فلمّا جلس السلطان مراد خان على سرير السلطنة، وقتل مخاديمه على ما هو العادة السلطانية من زمن السلطان محمد خان فاتح "قسطنطينية" المحميّة بقي المرحوم برهة من الزمان في الذلّ والهوان، مبتلى بالهموم والأحزان، ثم قلّد قضاء "بيت المقدس" ثم نقل إلى قضاء "المدينة المنوّرة" ثم إلى قضاء "مكّة المشرّفة" ثم عزل عنه، وجاء إلى "قسطنطينية"، فلم يلبثْ في هذه الحظيرة إلا مدّة يسيرة، وانتقل إلى رحمة ربه الكثيرة، وذلك سنة تسع وثمانين وتسعمائة.
كان رحمه الله عالما، عاملا، فصيحا، حازما، جيّد العقيدة، صاحب الأخلاق الحميدة، مع كمال السكينة والوقار، والاتّعاظ والاعتبار، - عامله الله تعالى بلطفه في دار القرار.