فقال: نحن نريد نهروان الغرب، فعجبت من اتفاق ذلك. انتهى.
وكذلك الحسن بن عبد اللّه العسكري أبو هلال، صاحب كتاب "الأوائل"؛ والحسن بن عبد اللّه العسكري أبو أحمد اللغوي، صاحب كتاب "التصحيف" كلاهما الحسن بن عبد الله العَسكري، الأول كان موجودًا في سنة خمس وتسعين وثلاثمائة، والثاني توفي سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة، فاتفقا في الاسم، واسم الأب، والنسبة، والعَلَم، وتقاربا في الزمان، ولم يُفرق بينهما إلا بالكنية؛ لأن الأول أبو هلال؛ والثاني أبو أحمد، والأول ابن عبد الله بن سهل بن سعيد، والثاني ابن عبد الله بن سعيد بن إسماعيل؛ ولهذا كثير من أهل العلم بالتاريخ لا يفرّقون بينهما، ويظنّون أنهما واحد.
ومثل هذا كثير جدًّا، وفي هذا القدر كفاية. واله تعالى أعلم.
[الفصل الثاني في معرفة أصل الوفاة من حيث اللغة وفي ذكر فائدتها في التواريخ]
فنقول: أصلها وَفَيَة، بتحريك الواو والفاء والياء، على وزن بقرة، ولما كانت الياء حرف علة سكنوها، فصارتْ وَفَيْة، فلما سُكنت الياء، وانفتح ما قبلها قُلبت ألفا، فقالوا: وَفَاة، ولهذا لما جمعوه رجعوا به إلى أصله، فقالوا: وَفَيات، بفتح الواو والفاء والياء، كما قالوا: شجرة وشجرات. وقالوا في الفعل منه: تُوفِّي زيد، بضم التاء والواو كسر الفاء وفتح الياء، فبنوه على ما لم يُسمَّ فاعله؛ لأن الإنسان لا يتوفى نفسه، فعلى هذا المتوفي بكسر الفاء هو الله، أو أحد الملائكة بأمره تعالى، وزيد المتوفى، بفتح الفاء.
وقد حُكي أن بعضهم حضر جنازة، فسأل بعض الفضلاء، وقال: من المتوفِّي؟ بكسر الفاء، فقال: الله تعالى، فأنكر ذلك، إلى أن بين له الغلط،