ونشأ تحت رعايتهم ورقابتهم، واستفاد من علومهم من ابتداء التعلم، ذلك فضل اللَّه يؤتيه من يشاء.
واستمرَّ شيخ الحديث دراسته في الجامعة اليونسية، ولما استقال الشيخ الفريدبوري رحمه اللَّه بعد سنوات قليلة من الجامعة اليونسية لأسباب ومصالح دينية مختلفة، وانتقل إلى حي "براكتره" بمدينة "داكا"، وأسّس فيها معهدا تعليميا إسلاميا باسم جامعة أشرف العلوم، ومعه صاحباه: عبد الوهَّاب، والشيخ محمد اللَّه انتقل معهم شيخ الحديث، وواصل دراسته فيها إلى أن استكمل دورة الحديث (دروة الكتب الستة الحديثية).
وبقي شيخ الحديث تحت شفقة الشيخ الفريدبوري، يربّيه، ويرقيه علما وورعا، إلى أن توفي الشيخ الفريدبوري رحمه اللَّه، واستفاد شيخ الحديث أثناء دراسته في جامعة أشرف العلوم من الشيخ رفيق أحمد الكشميري رحمه اللَّه، وكسب الفيوض منه أيضًا.
وكان شيخ الإسلام العلامة ظفر أحمد العثماني صاحب "إعلاء السنن" شيخا للحديث في الجامعة ورئيسا للمدرسين فيها، فتشرَّف شيخ الحديث بدراسة عدة كتب عليه، منها:"التفسير" للبيضاوي، و"الجامع" للترمذي، و"الصحيح" للبخاري، وذلك سنة ١٣٥٩ هـ - ١٣٦٠ هـ.
[رحلاته لطلب العلم]
تعمق شيخ الحديث في علوم الحديث، وكثر مطالعاته لكتب الحديث وشروحه المختلفة، فلما عثر على كتاب "فتح الملهم شرح صحيح الإمام مسلم" لشيخ الإسلام شبير أحمد العثماني تعجّب منه، واشتاق لمؤلفه، وعزم على لقائه والاستفادة منه وحصول العلم منه، وأراد إعادة دراسة "صحيح البخاري" عليه، وحينئذ كان الشيخ شبير أحمد العثماني رحمه اللَّه مقيما في الجامعة الإسلامية بـ "دابيل" قرية بـ "الهند"، ويدرّس فيها "صحيح البخاري"، فغادَرَ شيخ الحديث ديار البنغال، وترك وطنه، وخرج لطلب العلم مع صعوبة