للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

السفر لقلة المواصلاة في ذاك الزمن، واتَّجه نحو "دابيل"، وفي الطريق قبل الوصول إلى "دابيل" أقام شيخ الحديث فترة قصيرة في جامعة مظاهر العلوم بمدينة "سهارنبور" لوقوعها في الطريق إلى "دابيل"، فجمع العلوم من مشايخها كذلك، بالخصوص من الشيخ أسعد اللَّه الرامبوري رحمه اللَّه، ودرس عنده الأحاديث المسلسلات، فأجازه الشيخ فيها، ثم استمرَّت رحلته إلى "دابيل"، وبعد وصوله إلى "دابيل"، أعاد شيخ الحديث دراسة "صحيح البخاري" تفصيلا على الشيخ شبير أحمد العثماني، وذلك في عام ١٣٦٢ - ١٣٦٣ هـ.

وفي أثنائه كتب شيخ الحديث ما ألقى الشيخ العثماني من شرح حديث وفوائد واسنباط، وبعد مضي شهر من ابتداء الدراسة عند الشيخ العثماني أحسَّ الشيخ العثماني بحرصه وجهده، فرحَّبه وشجَّعه.

وسأل ذات يوم يا عزيز الحق! هل أنت تكتب ما ألقيه في الدرس؟

فقال: نعم.

قال: أرني ما كتبت.

فقدم له ما كتب من إلقاءاته.

فجلس الشيخ العثماني قاعدا متعجّبا، ونادى أصحابه بصوت عال من فرط الفرح والعجب، وقال: انظر هذا، قد كتب كل ما ألقيت في الدرس من شرح وتحليل حرفا فحرفا، ورتّبه أحسن ترتيب، هذا فعل إنسان أم جان.

ومن ذلك اليوم بدأ الشيخ العثماني يزيد في العناية به والاهتمام له، وقربه في حلقة الدرس، حتى أنه إذا كان يغيب عن حصة لعذر كان يؤجّل درس ذلك اليوم، ويراجع للطلاب الدروس السابقة، هكذا كان الشيخ متابعا لكتابته طوال السنة، حتى بقي في صحبته بعد انتهاء الدراسة في بيته لتبييض المخطوطة ومراجعته.

<<  <  ج: ص:  >  >>