الشيخ: تم تعيينه في جماعة من الأمراء الرفيعي المنزلة لغزو بلاد "كجرات"، وافتتاح بنادرها، وأقام بها بأمر من السلطان بعد الانتهاء من تلك الحملة.
أقام آغا محمد في "كجرات" بعد افتتاحها، وكان الله قد أنعم عليه بكثرة الأولاد، كان له مائة ابن وابن، ويقضي معهم أيام حياته في أبّهة وكرامة، وهدوء وسلام، حتى حدث له حادث، ومات مائة ابن له، وإنما بقي له ابن واحد، يسمّى معز الدين، وكأنما وقعت صاعقة على رأس آغا محمد ترك وقلبه، وسئمت نفسه من الدنيا وأهلها، فالذي دخل "كجرات" في جيش قاهر للسلطان علاء الدين الخلجي فاتحا منصورا، رجع إلى "دهلي"، آخذا بيد ابنه الوحيد في أسى وحزن، ولزم زاوية الشيخ صلاح الدين السهروردي، يقول الشيخ المحدّث: فترك خيله وحشمه، ولبس الثياب السمود، واعتكف في زاوية الشيخ صلاح الدين السهروردي.
والد الشيخ المحدّث عبد الحق الدهلوي:
وُلد الشيخ سيف الدين والد الشيخ عبد الحق سنة ٩٢٠ هـ في "دهلي"، ورزقه الله العلم والعمل والفضائل، وكان شيخا صاحب قلب، شاعرا مجيدا، ورجلا ظريفا، اعترف الناس بظرافته ولطافته وفهمه وتودّده، يقول الشيخ المحدث: كان وحيد عصره، وحديث بلاده، في الشعر والفضل والذوق والشوق والمحبة والظرافة واللطافة والانقطاع وطيب القلب والحضور وذكر اللطائف والنكات وفهم الدقائق والإشارات. كان الشيخ سيف الدين معروفا بين الناس بشعره وكلامه، ولكنه كان في الواقع شيخا صالحا، مقرّبا إلى الله، صاحب باطن، يقول الشيخ المحدث في "رسالة الوصية": كان والدي الشيخ سيف الدين قد أوتي حظّا كبيرا من عالم العدم والفقر والفناء في الله والتوحيد والتجريد والتفريد، ولم يكن مجال للتكلّف والتصنّع في حياته، وكان لنظرته تأثير كبير، كلّما نظر إلى أحد بعين المحبّة أثر فيه