للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[والله يكلؤه]

واطلع بعض أعدائه على ما أصيب به من الشجّة في هذه المعركة، فأبلغوا السلطات أنه ممن شارك في الثورة المعادية للإنكليز، التى شهدتها "تهانه بهون"، رغم أنه كان بمعزل عن مثل ذلك، ولو تطلعت نفسه إلى تولي المناصب وجمع الأموال لوجد نفسه في وضع مغاير تماما، ولانقادت له النيابة لبعض المديريات أو الرياسة العامة لها، ومن هنا احتاج إلى الاختفاء عن الأنظار، حتى لا يلحقه مكروه، كما كان الشيخ الحاج -أي الحاج إمداد الله- لمثل هذا السبب أخفى نفسه عن السلطات الإنكليزية.

في زمن الاختفاء هذا قضى بعض الأيام في "ديوبند"، وخرج الرجال من البيت الذى اختفى فيه حضرة الشيخ فوق بيت الحريم، وخلا بنفسه فيه، فاغتنم الفرصة، وقرب من السلم النازل به إلى بيت الحريم، فأمر النساء بالتستّر، حتى يتيّسر له الفرار من البيت، فما ملكن منعه من الخروج، فأسرع الخطا، وخرج، فأرسلت النسوة بذلك إلى بعض أهل البيت الموجودين في السوق، فهمّوا للعودة، ليتداركوا الأمر قبل أن يتسع الخرق على الراقع، غير أن رجال الشرطة سبقوهم إلى الدار، يتنسّمون أخبار الفارّين، فدخلوها، وفتّشوها، وخرجوا خائبين، لم ينالوا شيئا، ولم يكونوا فيما يبدو يبحثون عن حضرة الشيخ عينه، إلا أن الدار أصبحت توحي بالخطر يفاجئها حينا لآخر، فلم يدخلها حضرة الشيخ، ولزم المسجد، يقضي فيه ليله ونهاره، ولم يتعرّضوا له فيما بعد، وهكذا نجاه الله تعالى من الاعتقال غير مرة.

تقلّبت عليه الأوضاع، وتطرّقت في تلك الآونة بشكل يطول ذكره، يقضي أياما هنا وهنا، يتردّد بين "ديوبند" و"إمليا"، وما إلى ذلك، يمسى في

<<  <  ج: ص:  >  >>