الأمر الثالث: قام المؤلّف ببداية كتابه من كتاب الطهارة، وعند نقل المسائل اهتمّ بخمسة أمور:
الأول: نقل المسائل من الكتب المعتمدة بالإحالة إلى أساميها مصرّحا.
الثاني: لم يلتزم المؤلّف بالدلائل والنصوص، واكتفى على نقل المسائل فقط، لأن المقصود في الفتاوى هو الإخبار بنفس المسائل، لا الدلائل والنصوص.
الثالث: أحيانا نقل المؤلّف مسألة واحدة من كتب عديدة، مع تصريح أساميها.
الرابع: من الكتب المنقول عنها "المحيط البرهاني"، وإن المؤلّف وضع أساس كتابه عليه، فلكثرة دوره وتكراره جعل الميم رمزا لـ "محيط"، وذكر اسم الباقي.
الخامس: عدد جملة الكتب التي نقل عنها الإمام المؤلّف فريد الدين عالم بن العلاء في كتابه يبلغ أكثر من ثلاثين ومائة، إلا أنه ذكر ثلاثين كتابا منها في المقدمة فقط، وترك الباقي، فلأجل ذلك تتبعت عند المقابلة بين المخطوطات من أولها إلى آخرها، فوجدت مائة كتاب سوى ذلك، فذكرتها مع تعريفها وتعريف مؤلّفيها في تحقيق المقدمة بشيء من التفصيل، ومن هذا يظهر أنه كان عند المؤلّف ذخيرة عظيمة من الكتب الفقهية، التي لا يمكن الحصول عليها للمؤلّف وحده، بل لعلّه ساعده الأمير تاتارخان في تحصيلها وتوفيرها من البلدان على مستوى رسمي.
[إزالة شبهة حول الفتاوى التاتارخانية]
ومن مفاخر الأمير تاتارخان أنه شكّل جماعة من العلماء لأجل تأليف "التفسير التاتارخاني"، فقامت تلك الجماعة بتأليفه، حتى أكملته، كما سيأتي توضيح ذلك بعنوان "التفسير التاتارخاني".