للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قلت: أرّخْ صاحب "كشف الظنون" وفاته سنة إحدى وسبعين وثمانمائة، حيث قال عند ذكر حواشي "تفسير البيضاوي"، و"حاشية العالم الفاضل نور الدين" حمزة القراماني المتوفى سنة إحدى وسبعين وثمانمائة، وهي على الزهراوين، سماها "تفسير التفسير"، انتهى.

* * *

١٦٧٣ - العالم الفاضل الكامل المولى، نور الدين حمزة الشهير بأوح باش *.

قرأ رحمه اللَّه على علماء عصره، ثم وصل إلى خدمة المولى الفاضل المعرّف، ثم صار مدرّسا بمدرسة "مغنيسا"، ثم صار مدرّسا بمدرسة "أزنيق"، ثم صار مدرّسا بمدرسة أبي أيوب الأنصاري، عليه رحمة الملك الباري، ثم صار مدرّسا بإحدى المدرستين المتجاورتين بـ "أدرنه"، ثم صار مدرّسا بإحدى المدارس الثمان، ثم صار مدرّسا بمدرسة السلطان بايزيد خان بـ "أماسيه"، ثم نصب مفتيا هناك.

ثم ترك، وعين له كلّ يوم سبعون درهما بطريق التقاعد، ومات على تلك الحال بعد الأربعين وتسعمائة، كان رحمه اللَّه تعالى مشتغلا بالعلم، فقيها، وكان معرضا عن أحوال الناس، مشتغلا بنفسه، وكان حريصا على جمع المال، وكان يتقلّل في معاشه جدا، ويلبس الثياب الدنيئة، ولا يركب الفرس، ولهذا جمع أموالا عظيمة، وبنى في آخر عمره مسجدا بمدينة "قسطنطينية" قريبا من داره، وبنى حجرات لسكنى العلماء، وعين لهم دراهم، ووقف على هؤلاء أوقافا كثيرة، قال له الوزير إبراهيم باشا: إني سمعت أنك تحبّ المال، فكيف صرفت هذه الأموال في الأوقاف، قال: إنه أيضًا من غاية


* راجع: الشقائق النعمانية ص ٢٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>