وجامعة مظاهر العلوم سهارنبور، تكون فتاواه جامعة شاملة استدلالية للغاية، فكلّما تتّجه إليه مسئلة من المسائل مهما كانت في الدقة والصعبة والتعقّد، فيكتب الإجابة عنها في أحسن وإجادة أسلوب، وبألفاظ وجيزة سديدة، حتى لا يجحد قارئ أو ناظر من أن يعترف بتبحّر علمه، وطول باعه في الفقه وسعة معلوماته وغزارة اطلاعه، كما قد أكرمه الله تعالى بالعطف والشفقة والمودّة والمحبّة والكرم والحنان والإحسان إلى الخلق في حظّ وافر، لا سيّما إلى الطلاب المحتاجين البائسين، فمدّ إليهم دائما يد الرحمة والرأفة والكرم، ولم تفته فرصة من معونتهم وإمدادهم، فكم من طلاب دار العلوم ديوبند، ومظاهر العلوم سهارنبور، وجامع العلوم كانبور، والمدارس العربية الأخرى، الذين يعطيهم المنحة الدراسية من تلقاءه، ويكفل لهم بكلّ حاجة من حوائجهم، إلى أن آتاهم ملابسه وكتبه الغالية القيمة، دون أن يتردّد فيه.
وفاته:
قام برحلات إلى "إفريقيا" في حياته عدّة مرات، ومن آخر رحلاته إليها ما قام به في ذي الحجّة ١٤١٦ هـ، حيث أجريت له العملية الجراحية الناجحة في الكلية والمثانة خلال هذه الرحلة شيئا فشيئا، واحتالت عليه الأدواء، وأخذته بمخالبها المهلكة، فانتقل فيها إلى الرفيق الأعلى يوم ١٧ ربيع الآخر ١٤١٧ هـ، وصلى عليه الشيخ المفتي أبو القاسم البنارسى، فدفن في مقبرة "إيلبرك"، وهي مقبرة آباء الشيخ محمد إبراهيم رحمه الله رحمة واسعة فللاستزادة من حياته التفصيلية انظر كتاب مولانا المفتي محمود الحسن لكاتب السطور السيّد محمد شاهد، وكتاب حياة محمود للشيخ المفتي محمد فاروق الميرتهي.