للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٣٥٥ - الشيخ الفاضل صُنْع الله آفندي ابن قاضي القضاة جعفر آفندي *

ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: هو أحدِ قضاة العَسْكَر المشهورين في "الديار الرُّوميَّة"، بل في جميع الديار الإسلامية، بالدين والصلاح والتقوى والمروءة والعلم والعمل ومكارم الأخلاق.

نشأ من صِغَره في مَهْد الأمانة، وحِجْر الصِّيانة، ومُلازمة القراءة أوَّلا في القرآن الكريم، ثم في الكتب المعْتَبَرة والمتون المحرَّرَة، الشُّروح المشهورة بالتحقيق، والحواشي المعروفة بالتدقيق، وكان لا يمَلُّ من المطالعة والمراجعة، والاشتغال والإشغال.

وكانت أيَّامه كلّها في إقبال، وبلوغ آمال، تخدُمه السُّعود، وتُعينه الجُدود، إلى أن بلغ مبالغ الرجال، وفاق الأقران والأمثال، حتى كان الإمام العلامة، والقدوة الفهّامة، صاحب "التفسير" الذي سارتْ بذكره الرُّكْبان، وأذعَنَ له كلُّ قاصٍ ودان، مفتي "الديار الرّومية"، والممالك الإسلامية، أبو السُّعود العِمادِيّ، رحمه الله تعالى، يُراعيه ويُكْرِمه، ويعْتَنِي به ويُقدِّمه، ويُرجِّحه على سائر أقرانه، وأصحابه وإخوانه، ويَرى مَخايِلَ النَّجابة ظاهرةً عليه، وعيونَ التَّوفيق ناظرةً إليه، وكان كثيرا ما يُحكِّمه في التَّرجيح بين الأفاضل، والمحقِّقين الأماثل، ويَرضى بحُكْمه، ويُثْنِي على دِقَّة فهمه، وقد حقَّق الله تعالى رجاءه فيه، وجعله قائما مَقامه، وناصرا له على من يُعاديه.


* راجع: الطَّبَقات السَّنِيَّة ٤: ٩٢ - ٩٦.
وترجمته في خلاصة الأثر ٢: ٢٥٦ - ٢٥٩، وكانت وفاته في حدود سنة إحدى وعشرين وألف.

<<  <  ج: ص:  >  >>