فلما أصرّوا على الطلب بدأ في تأليف هذا الكتاب، لكن المنية حالت دون إتمامه، وكان شمس الأئمة السرخسي شرح "كتاب الكسب" هذا كما في "تاج التَّراجم". وفي دار الكتب المصرية كتاب محفوظ تحت رقم ١١ في فن الصناعة في نحو خمس وأربعين ورقة، يحفظ عن المكاسب، يقال: إنه تلخيص ابن سماعة لـ"كتاب الكسب" لمحمد، مكتوب على ظهره، "كتاب الاكتساب في الرزق المستطاب" بديع في بابه، ولكن في النفس شيء من نسبة الكتاب بهذا الاسم إلى ابن سماعة، والله أعلم.
[الكتب التى تغلب فيها رواية الحديث]
وأما الكتب التي تغلب فيها رواية الحديث من كتبه، فبين أيدينا.
منها:"الموطأ"، تدوين محمد من روايته عن مالك، وفيه ما يزيد على ألف حديث وأثر من مرفوع وموقوف ما رواه عن مالك. وفيه نحو مائة وخمسة وسبعين حديثا عن نحو أربعين شيخا سوى مالك.
وطبع "موطأ محمد" بـ"الهند". مرات مع "التعليق الممجد" لعبد الحي اللكنوي، لكن إدخال حديث كان في هامش نسخة أبي على الصواف في الصلب خطأ، وهو حديث القراءة خلف الإمام من رواية الشيخ أبي على عن محمود المروزي إلى آخر السند، فاضطرب لذلك اللكنوي في رجال هذا السند، ظنا منه أن أبا علي هو شيخ لمحمد بن الحسن، ولا دخل لمحمد بن الحسن في هذا الحديث أصلا، فإن أبا علي هو محمد بن أحمد بن الحسن الصوّاف من رجال القرن الرابع. راجع ترجمة شيخه المروزي في "تاريخ الخطيب"(ج ١٣ ص ٩٤)، وهناك يسوق هذا الحديث، وإدخاله في الصلب عمل أحد الناسخين، والنسخة المنقولة عن نسخة الإتقاني المحفوظة بدار الكتب المصرية تحت رقم (٤٣٩) على الصَّواب.