وبه إلى أبي بشر سمعت محمد بن مقاتل، قال: سمعت أبا نعيم الفضل بن دكين يقول: قال لي زفر بن الهذيل: أخرج إلىّ حديثك حتى أغربله لك.
وقال الذهبي: زفر ابن الهذيل العنبري أحد الفقهاء والزهّاد، صدوق، وثقه غير واحد، وابن مَعين.
وقال ابن حجر: ذكره ابن حبّان في "الثقات"، وقال: كان متقنا حافظا، لم يسلك مسلك صاحبيه، وكان أقيس أصحابه وأكثرهم رجوعا إلى الحق، توفي بـ "البصرة" في ولاية أبي جعفر، وقد وقع لنا حديثه بعلوّ في حديث ابن أبي الهيثم. اهـ. وقد أسقط ابن حجر بعض كلمات من كلام ابن حبّان.
وقال ابن عبد البر: كان زفر ذا عقل ودين وفهم وورع، وكان ثقة في الحديث. اهـ.
وقد ترجم له في "الانتقاء"، ومع ذلك كلّه يوجد من يتكلّم فيه، وسنذكر ذلك في فصل خاص إن شاء الله تعالى للفت النظر إلى مواضع العبرة في كلام المتعنّتين.
[بعض ما قيل في الموازنة بين زفر وأبي يوسف]
قال ابن أبى العوام: حدّثني محمد بن أحمد بن حماد الدولابي، قال: سمعت محمد بن شجاع الثلجيَّ أبا عبد الله، قال: سمعت بعض البصريين يقول: لما قدم زفر "البصرة" لقوه، فسألوه، فأعجبوا به، فبلغه أنهم قالوا: ما رأينا مثل زفر في الفقه، هو أعلم الناس. فقال زفر وبلغه ذلك: كيف لو رأيتم أبا يوسف اهـ؟. وحدّث عن الطحاوي عن ابن عمران عن محمد بن سلمة البلخي عن شدّاد، قال: سمعت زفر يقول: يعقوب - يعني أبا يوسف أفقه من أتى. اهـ.