السبت لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر رمضان على رأس تسعة عشر شهرا من مهاجره، وذلك بعدما وجه طلحة بن عبيد الله وسعيد بن زيد بعشر ليال، وخرج من خرج معه من المهاجرين، وخرجت معه الأنصار في هذه الغزاة، ولم يكن غزا بأحد منهم قبل ذلك، وضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم عسكره بـ "بئر أبي عنبة" وهي على ميل من "المدينة"، فعرض أصحابه، ورد من استصغر، وخرج في ثلاثمائة رجل وخمسة نفر، كان المهاجرون منهم أربعة وسبعين رجلًا، وسائرهم من الأنصار.
[٩ - سرية عمير بن عدي]
ثم سرية عمير بن عدي بن خرشة الخطمي إلى عصماء بنت مروان من بني أمية بن زيد لخمس ليال بقين من شهر رمضان على رأس تسعة عشر شهرا من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت عصماء عند يزيد بن زيد بن حصن الخطمي، وكانت تعيب الإسلام، وتؤذي النبي، وتحرض عليه، وتقول الشعر، فجاءها عمير بن عدي في جوف الليل حتى دخل عليها بيتها، وحولها نفر من ولدها، منهم من ترضعه في صدرها، فجسَّها بيده، وكان ضرير البصر، ونحى الصبي عنها، ووضع سيفه على صدرها، حتى أنفذه من ظهرها، ثم صلى الصبح مع النبي صلى الله عليه وسلم بـ "المدينة".
[١٠ - سرية سالم بن عمير]
ثم سرية سالم بن عمير العمري إلى أبي عفك اليهودي في شوَّال على رأس عشرين شهرا من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أبو عفك من بني عمرو بن عوف شيخا كبيرًا، قد بلغ عشرين ومائة سنة، وكان يهوديا، وكان يحرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويقول: الشعر، فقال سالم بن عمير: وهو أحد البكائين، وقد شهد بدرا علي نذر أن أقتل أبا عفك أو أموت دونه، فأمهل يطلب له غرة، حتى كانت ليلة صائفة، فنام أبو عفك بالفناء، وعلم به سالم بن عمير، فأقبل، فوضع السيف على كبده، ثم