٢٥٢٩ - الشيخ الفاضل عبد الله بن لطْف الله بن محمد بن بهاء الدين، المشهور في "الدِّيار الرُّوميَّة" ببهاء الدين زاده، من فُضلاء مَوالي "الدِّيار الرومية" *
ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: اشتغل وحصَّل، ودرَّس وأفاد، وبلغ من الفضائل غايات المراد، وصار ملازما من العلامة أبي السعود العِمادِيِّ، وكان له به عنايةٌ كاملة، واخْتلاط كثير، يتردَّد إليه في غالب الأوقات، ويُقَيَّد عنه كثيرا من الفوائد المهِمّات، إلى أن لَحِق باللَّطيف الخبير.
وقد وَلِيَ صاحبُ الترجمة مدارسَ مُتعدِّدة، من أجَلِّها إحْدى المدارس الثَّمان، والمدرسة السَّلِيمية، بمدينة "إستانْبول"، وإحدَى المدارس السُّلَيْمانية، ومنها تَوَلَّى قضاء "الغَلْطَة"، مُضافة إلى أبي أيُّوب الأنْصاري، رحمه الله تعالى، ثم وَلِيَ قضاءَ "بَرُوسَة"، ثم قضاءَ "أدِرْنَه"، ثم قضاءَ "إستانْبول"، ثم قضاء العَسْكَر، بولاية "أناطُولِي"، وأقام مدّة يسيرة، ثم عُزِل، وَلِيَ عِوَضا عنه مُلا أحمد الأنصاري، المتقدِّم ذكرُه في محلِّه.
وقد اجتمعتُ به في مدينة "إستانْبول"، في سنة ثلاث وتسعين وتسعمائة، ورأيته كاملَ الأوصاف من العقل والتَّدبير، والعلم والمعرفة.
وذكر أنَّه صنَّف "حاشية" على "شرح المفتاح" للسيِّد، ولكنَّها في المسوَّدة ما بُيِّضَتْ، وأنَّ له بعضَ حَواشٍ على شُروح "الهداية"، ورسائل مفيدة في فنون عَديدة؛ وهو الآن مُقيم في "الديار الرُّومية"، حَيُّ يُرْزَق، يُؤمِّل ما يُناسِبُ مَقَامَه الشريف من المناصب السَّنِيّة، والرُّتَبِ العَلِيَّة، وهو أهلٌ لكلِّ ما يُسْدَى إليه، ويُنْعَم به عليه.