والبُوَيْطي، وابن عبد الحكم، ثم غلب عليهم تقليد مالك، وتقليد الشافعي إلا قوما قليلا لهم اختيارات، كمحمد بن علي بن يوسف، وأبي جعفر الطحاوي، مفتو "القيروان"، وكان بـ "القيروان" سحنون بن سعيد، وله كثير من الاختيار، وسعيد بن محمد الحدّاد مفتو "الأندلس"، وكان بـ "الأندلس" ممن له شئ من الاختيار يحيى بن يحيى، وعبد الملك بن حبيب، وبقي بن مخلد، وقاسم بن محمد، صاحب الوثائق تحفظ لهم فتاو يسيرة. وكذلك مسلمة بن عبد العزيز القاضي، ومنذر بن سعيد. قال: أبو محمد بن حزم: وممن أدركنا من أهل العلم على الصفة التي من بلغها استحق الاعتداد به في الاختلاف مسعود بن سليمان، ويوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر.
[أهل الفتوى باليمن]
وكان بـ "اليمن" مطرف بن مازن قاضي "صنعاء"، وعبد الرزَّاق بن همَّام، وهشام بن يوسف، ومحمد بن ثور، وسماك بن الفضل.
[أهل الفتوى ببغداد]
وكان بـ "مدينة السلام" من المفتين خلق كثير، ولما بناها المنصور أقدم إليها من الأئمة والفقهاء والمحدثين بشرا كثيرا.
انتهى كلام الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى من "إعلام الموقعين".
[الفصل السادس في أهم الأسانيد للإمامنا الأعظم]
نذكر هنا نبذة من أحوال رجال أهم الأسانيد في الحديث والفقه للإمامنا الأعظم رحمه الله تعالى، وفيه الصحابي الجليل فقيه الملة حبر الأمة عبد الله بن مسعود، والتابعين الكبار علقمة بن قيس، وإبراهيم النخعي،