[الفصل الثامن في مسائل أصحابنا الحنفية على ثلاث طبقات]
قال تقي الدين بن عبد القادر التميمي الداري المتوفي ١٠١٠ هـ في "طبقاته": يتعين إيرادها أي (مسائل أصحابنا الحنفية)، ولا يستغني عنها، نقلتُها من خطّ المولى العلامة علي جلبي بن أمر الله الشهير بقنالي زاده، رحمه الله تعالى.
اعلم، وفّقك الله تعالى، أن مسائل أصحابنا الحنفية رحمهم الله تعالى على ثلاث طبقات.
الأولى: مسائل الأصول، وتُسمّى ظاهر الرِّواية أيضًا، وهي مسائل رُوِيَت عن أصحاب المذاهب، وهم أبو حنيفة، وأبو يوسف، ومحمد رحمهم الله تعالى، لكن الغالب الشائع في ظاهر الرِّواية أن يكون قول الثلاثة، أو قول بعضهم.
ثم هذه المسائل التي تُسمّى بظاهر الرِّواية والأصول، هي ما وجد في كتب محمد، التي هي:"المبسوط"، و"الزيادات"، و"الجامع الصغير"، و"الجامع الكبير"، و"السِّيَر الصغير"، و"الصير الكبير".
وإنما سميتْ بظاهر الرِّواية، لأنها رويتْ عن محمد بروايات الثقات، فهي ثابتةٌ عنه؛ إما متواترة، أو مشهورة.
الثانية: مسائل النوادر، وهي مسائل مروية عن أصحاب المذهب المذكورين، لكن لا في الكتب المذكورة؛ إما في كتب أخر لمحمد وغيرها، كـ "الكَيْسانيَّات"، و"الهارونيات"، و"الجرجانيات"، و "الرقيات".
وإنما قيل لها: غير ظاهرة الرِّواية؛ لأنها لم ترو عن محمد بروايات ظاهرة ثابتة صحيحة كالكتب الأولى، وإما في كتب غير كتب محمد، ككتاب "المجرَّد" للحسن بن زياد، وغيره.