من علمه؟ فقال النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: خذ من علمه، واعملْ به، فنعم الرجل هو.
فقمتُ من نومي، فإذا مُنادي صلاة الغداة، ولقد كنت والله من أكره الناس للنعمان، وأنا أستغفر الله مما كان مني.
ويُحكى: أن أبا حنيفة رضى الله عنه رُئي في المنام على سرير في بستان، ومعه رق عظيم، يكتب جوائزَ قوم، فسُئلَ عن ذلك، فقال: إن الله قبل عملي ومذهبي، وشفعني في أصحابي، وأنا أكتبُ جوائزَهم.
ومنامات الصُلحاء والأولياء، التي رؤيتْ له في مثل ذلك كثيرة، وهذا اليسير منها كافٍ لمن بصره الله تعالى، ولم ينظرْ بعين الحمية، وقوة العصبية.
[الفصل الثامن في ما يؤثر عنه من المحاسن، وحسن الاعتقاد]
وهي وإن كان مَحلّها الفصول المتقدمة، فقد ذكرناها هُنا على حِدة، لما أنها وقعتْ إلينا بعد الانتهاء من الترتيب المتقدم، لأن النفس إلى مثل هذا أميل، وإلى مطالعته أرغب، فنقول، وبالله التوفيق:
روي عن علي بن مُسهر، أنه قال: خرج الأعمش إلى الحج، فشيعه أهل "الكوفة"، وأنا فيهم، فلما أتى "القادسية"، رأوه مَغمومًا، فقالوا له: ما لك؟.
قال: أعليٌّ بن مسهر شيعنا؟.
قالوا: نعم.
قال: ادعوه لي.
فدعوني، وقد كان عرفني بمجالسة أبي حنيفة، فقال: ارجع إلى المِصر، واسأل أبا حنيفة أن يكتب لنا المناسك.