للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكانتْ وفاته بها في صفر، سنة أربع وأربعين وخمسمائة، رحمه الله تعالى.

* * *

٢١٨٢ - الشيخ الفاضل سَهْل الصُّعْلُوِكِيّ الفقيه، الخُراسانِيّ*.

كذا ذكره في "الجواهر المضية"، وقال: إنه جمَع بين رياسَتَي الدين والدنيا، وإنه خرج يوما وهو في موكبِه يهوديّ، في أطْمارٍ رَثَّة، وقال له: ألَسْتُم تَرْوُونَ عن نَبِيِّكم، "إن الدنيا سجنُ المؤمن وجنَّة الكافر"، وأنا عبد كافر، وتَرَ حالي، وأنتَ مؤمنٌ، وتَرَ حالَك! فقال له عَلى البَديهَة: إذا صِرْتَ غدًا إلى عذاب الله كانت هذه جَنَّتَك، وإذا صِرْت أنا إلى نَعيم الله ورِضوانه، كان هذا سجْني، فعجب الخَلْق من فَهْمِه وبَداهته.

ذكر هذه الترجمة هكذا القُرْطُبِيّ، في كتاب "قَمْع الحِرْص". انتهى نقلا من "الجواهر".

قلت: ذِكرُ سهلٍ هذا من أئمة الحنفية، وَهَمٌّ من صاحب "الجواهر"؛ فإن الرجل كان شافعيَّ المذهب، كما نصَّ عليه الذَّهَبِيُّ في "تاريخ الإسلام" وغيره، وقد ذكر له ابنُ السُّبكِيّ في "طبقات الشافعية" (١) ترجمة حافلة، ومنشأ الوَهَم من قول القُرْطُبيّ وقولِ أكثر المؤرِّخين في ترجمته "الحنفي".

ومُرادهم بذلك النِّسبة إلى بني حنيفة، القبيلة المشهورة، لا إلى المذهب، والله تبارك وتعالى أعلم.

* * *


* راجع: الطَّبَقات السَّنِيَّة ٤: ٦٠.
وترجمته في الجواهر المضية برقم ٦٣٣، وانظر ما يأتي من كلام المؤلف.
(١) طبقات الشافعية الكبرى: ٤: ٣٩٣، ٤٠٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>