كان من مشاهير المحدّثين، والفقهاء، وأفاضل الأعيان، نزل "المدينة المنوّرة"، وكان شيخ الطائفة النقشبندية، واختصر "صحيح مسلم".
توفي سنة ١١٨٢ هـ، كذا في "حدائق الحنفية".
* * *
٢٥٩١ - الشيخ العارف بالله تعالى الشيخ عبد الله الإلهي *
ذكره صاحب "الشقائق النعمانية"، وقال: كان مولده بقصبة "سماو" من ولاية "أناطولي" اشتغل في أول عمره بالعلم الشريف، وتوطّن مدّة بمدينة "قسطنطينية" في المدرسة المشهورة هناك بمدرسة زيرك، ولما ارتحل المولى علي الطوسي إلى بلاد العجم ارتحل هو معه أيضًا إلى بلاد العجم، ولقبه بقصبة "كرمان"، واشتغل عنده بالعلوم الظاهرة، وغلب عليه داعية الترك، فجمع كتبه، وقصد أن يحرقها بالنار.
ثم بدا له أن يغرقها بالماء، ولما كان هو في هذا التردّد إذ دخل عليه فقير، فعرض خاطرته عليه، فقال: بع الكتب، وتصدق بثمنها إلا هذا الكتاب فإنه يهمك، فإذا هو كتاب فيه رسائل المشايخ.
ثم عزم هو بمدينة "سمرقند"، ووصل هناك إلى خدمة الشيخ العارف بالله خواجه عبيد الله السمرقندي، وحصل عنده الطريقة، وتشرّف بتلقين من الشيخ، ثم ذهب بإشارة منه إلى "بخارا"، واعتكف هناك عند قبر الشيخ خواجه بهاء الدين النقشبندي، وتربى عنده من روحانيته، حتى أنه ربما ينشقّ القبر، ويتمّثل له خواجه بهاء الدين، ويعبر واقعته، ثم أتى مدينة "سمرقند" وصحب مع المولى عبيد الله مدّة أخرى، ثم ذهب بإشارته الشريفة إلى "بلاد