للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكان رحمه الله في غاية ميل للرياسة والجاه، وقد بذل في تحصيل قضاء العسكر أموالا عظيمة، وقد بنى في زمن قضائه بمدينة "بروسه" على ماء حار حماما عاليا من غرائب الدنيا، يحصل منه مال عظيم في كلّ سنة، وهبه للوزير الكبير رستم باشا، ويذكره الناس بالظلمة.

وحكى بعض الثقات أني رأيته يومًا في باب الوزير المزبور، عليه أثر غم شديد، فسألته عنه فتاوه، ثم قال: قد بذلت لهذا الوزير ثلاثين ألف دينار، وقد دخلت عليه اليوم، وما نظر إليّ نظر القبول والاختيار، والحق أن ذلك الوزير بالغ في الإقدام، ولم يقصر في السعي والاهتمام، إلا أنه لم يساعده التقدير، فلم تنفع جلالة الظهير، ولم تثمر هذه الجسارة إلا النقص، وذاق المرحوم مذاق الحريص محروم.

* * *

٢٦٤٢ - الشيخ الفاضل عبد الباقي بن المولى العَلامة علي العَرَبِّي، الآتي ذكرُه في مَحَلِّه *

ذكره التميمي في "طبقاته"، وقال: كان من فُضَلاء القُضاة.

اشْتَغَل، وحصَّل، وصار مُدرِّسا بإحْدَى الثَّمان وغيرها، ووَلِيَ قضاء "حَلَب"، في سنة إحدى وخمسين وتسعمائة. وجاء في تاريخ ولايته قاضي "حلب". وهو من غَريب الاتفاق، ثم قضاء "مكة"، ثم عُزِل ثم وَلِيَ قضاء "بروسة"، ثم قضاءَ "مصر"، ولم تُحْمَدِ فيها سيرته، وهَجاء الفارِضِيّ وغيرهُ، ثم


* راجع: الطَّبَقات السَنِيَّة ٤: ٢٥٧.
وترجمته في شذرات الذهب ٨: ٣٥٩، ٣٦٠، والعقد المنظوم ٢: ٢٥٥ - ٢٥٨. وفيهما: "ابن المولى علاء الدين".

<<  <  ج: ص:  >  >>