أجمع أهل السنّة على أن أفضل الصحابة بعد النبي صلى الله عليه وسلم على الإطلاق أبو بكر، ثم عمر، وممن حكى إجماعهم على ذلك أبو العبّاس القرطبي، فقال: ولم يختلف أحد في ذلك من أئمة السلف ولا الخلف، فقال: ولا مبالاة بأقوال أهل التشيّع ولا أهل البدع، انتهى. وقد حكى الشافعي وغيره إجماع الصحابة والتابعين على ذلك، قال البيهقي في كتاب "الاعتقاد": روينا عن أبي ثور عن الشافعي قال: ما اختلف أحد من الصحابة والتابعين في تفضيل أبي بكر وعمر، وتقديمهما على جميع الصحابة، وإنما اختلف من اختلف منهم في علي وعثمان. وقال العلامة الكمال بن الهمام في "المسايرة": فضل الصحابة الأربعة على حسب ترتيبهم في الخلافة، إذ حقيقة الفضل ما هو فضل عند الله تعالى، وذلك لا يطلع عليه إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال العلامة البغدادي في "أصول الدين": أصحابنا مجمعون على أن أفضلهم الخلفاء الأربعة، ثم الستّة الباقون بعدهم إلى تمام العشرة، وهم: طلحة، والزبير، وسعد بن أبي وقَّاص، وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، وعبد الرحمن بن عوف، وأبو عبيدة بن الجرَّاح، ثم البدريون، ثم أصحاب أحد، ثم أهل بيعة الرضوان بـ "الحديبية".
وقال العلامة المرعشي في "نشر الطوالع": يجب تعظيم جميع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، والكفّ عن مطاعنهم، وحسن الظنّ بهم، وترك التعصّب والبغض لأجل بعضهم على بعض، وترك الإفراط في محبة بعضهم على وجه يفضي إلى عداوة آخرين منهم والقدح فيهم، فإن الله تعالى أثنى عليهم في مواضع كثيرة.