در الغمام على الخمائل والربى … فزكى النجوم وأوشع الأشجار.
وعلا الفروع لرندها وعرارها … واهتزت الأنوار والأزهار.
فشقائق النعمان تحسب أنها … قبسات نار فوقهن أوار.
ويفوح جاديها ونشر بهارها … ويروق ذاك الدلب والدر دار.
والياسمين قد ازدهى بجماله … والورد في ألوانه مفخار.
والأقحوان منور بجنوبها … والآس قد ملئت به الأقتار.
فترى النسيم إذا تهب خلالها … سكران خمرا وعليه دوار.
وترى على أوراقها وغصونها … تتغرد الذبان والأطيار.
والناس في دعة وعيش مخضل … ورفاهة لا يحتوي المقدار.
وتنعم حتى تقول كأنهم … في جنة تجري بها الأنوار.
فسألتهم ما بال ذا العيش الهني … ومن الذي انقادت له الأقدار.
فالأرض ما بخلت بحسن نباتها … والمزن ما انقطعت له الأقطار.
قالوا ألم تشعر بقيلهم الذي … نضرت بحسن نظامه الأمصار.
ومن الذي ازدخر الفضائل كلها … وله على كل المديح خيار.
كهف الورى هذا عبيد الله من … خشعت له الأصوات والأبصار.
ذلت صروف الدهر في سطواته … وتهيبته السهل والأغوار.
إلى غير ذلك من الأبيات الرائقة.
توفي سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة وألف بمدينة "بوبال".
* * *
٢٤٨٨ - الشيخ الفاضل عبد الله بن صاعد بن محمد، أبو محمد، القاضي، الزاهد *
* راجع: الطَّبَقات السَّنِيَّة ٤: ١٦٩. وترجمته في الجواهر المضية برقم ٧٠٧.