للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٤٣٦٠ - الشيخ الفاضل محمد بن حافظ الدين بن محمد، المعروف بالسروري، المقدسي، البصير من أولاد غانم الفاضل النبيه *

ذكره المحبي الحنفي في كتابه "خلاصة الأثر"، وقال: كان محققًا بارعًا، حديد الذهن، قوى الإدراك، مشاركا في عدة فنون، وكان لطيف الطبع، حلو المكالمة، لا يمل الخاطر من تحفه ونوادره.

ولد ببيت المقدس، ونشأ في حجر والده، وأخذ عنه العلوم، وكذلك أخذ ببلده عن الشيخ منصور السطوحى المحلي المقرى حين إقامته بها، ورحل إلى "مصر" مرتين، وأخذ عن علمائها، منهم: الشيخ حسن الشرنبلالي، وأجازه بالإفتاء والتدريس، ومن مشايخه الشهاب أحمد، وأخوه الشمس محمد السوبريات، والنور الشبراملسى، والشيخ يس الحمصي.

وبرع، وتوجّه إلى "الروم" مرتين، فلقي من أعيان علمائها قبولا، وكان المفتي الأعظم يحيى بن عمر المنقاري يعظمه، ويجله.

وحكي أنه كان وهو بـ"الروم" تأتى إليه الجن وقت الاضطجاع، تأخذ عنه العلم، فأقلقوه، فذكر أمره للمولى أبي السعود الشعراني، فأمره أن يطلب منهم شيئًا من أمر الدنيا، فلما فعل ذلك انكفوا عنه، ولم يعودوا إليه، وولي بـ"القدس" مدرستين، وهما التنكزية والمأمونية، ورجع من المرة الثانية في سنة إحدى وثمانين وألف، ودخل "دمشق"، وأخذ عنه جماعة من أهلها، ثم رحل إلى "القدس"، وانقطع للتدريس، فدرس "الكنز" مرتين، و"الهداية" من أولها إلى البيوع، و"الدرر" بطرفيها، وقرأ متن "التلخيص"، وكان يقرأ في الحرم بين العشاءين "المغني"، ولم يتمه، وأقرأ متن "المنار"،


* راجع: خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر ٣: ٣٩٩، ٤٠٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>