ثالثا: أن يروى عن آحاد الصحابة أنه صحابي، كما في حممة بن أبي أحممه الدوسى، الذي مات بـ "أصبَهَان" مبطونا، فشهد له أبو موسى الأشعري أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم حكم له بالشهادة، وهكذا ذكره أبو نعيم في "تاريخ أصبهان".
رابعا: أن يخبر أحد التابعين بأنه صحابي بناء على قبول التزكية من واحد عدل، وهو الراجح.
خامسا: أن يخبر هو عن نفسه بأنه صحابي بعد ثبوت عدالته ومعاصرته، فأنه بعد ذلك لا يقبل ادعاؤه بأنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم أو سمعه، لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح:"أرأيتكم ليلتكم هذه، فإنه على رأس مائة سنة منه لا يبقى أحد ممن على ظهر الأرض"، يريد بهذا انخرام القرن.
ما قال الذهبي في ترجمة رتَنْ الهندي:
قال الذهبي في "الميزان" في ترجمة "رتن الهندي" ٢: ٤٥ وما أدراك ما رَتَن؟! شيخ دجَّال بلا ريب، ظهر بعد الستمائة، فادّعى الصحبةَ، والصحابة لا يكذبون، وهذا جرئ على الله ورسوله، وقد ألفت في أمره جزءا.
حكمة الله في اختيار الصحابة الواقع أن العقل المجرّد من الهوى والتعصّب، يحيل على الله في حكمته ورحمته، أن يختار لحمل شريعته الختامية أمة مغموزة أو طائفة ملموزة، تعالى الله عن ذلك علوّا كبيرا، ومن هنا كان توثيق هذه الطبقة الكريمة طبقة الصحابة، يعتبر دفاعا عن الكتاب والسنّة وأصول الإسلام مناحية، ويعتبر إنصافا أدبيا لمن يستحقّونه من ناحية ثانية، ويعتبر تقديرا لحكمة الله البالغة في اختيارهم لهذه المهمّة العظمى من ناحية ثالثة.