ألا تعلموني صادقا إن أخفتكم … يجيش أتاكم عن قريب معجّل
فقالوا: بلى لم تأت زورا ولم نر … بك الكذب ياخير الأمين المعوَّل
فقال اسمعوا ثم اسمعوني فإننى … نذير لكم قبل العذاب المخجّل
ألا فاعبدوا ربا ولا تشركوا به … ولا تعبدون من إله مسوَّل،
ألا فاهجروا رجزا وأوثان قومكم … وما يعبد الآباء أجل المجاهل
فراغوا إليه بالعداوة كلهم … وهمّوا به شرا بكلّ الوسائل
سعى كل سعي في هداية قومه … ولكن تلقَّوه بشر مسلسل
فصار يجول في المجامع تارة … وطورا يدور في بطون القبائل
ويعرض دين اللَّه في كل محضر … ويدعو عباد اللَّه في كل محفل
أتا طائفا يدعو إلى دين ربه … ويرجو بأهليها لعون مؤمَّل
ولكن أتوه بالجفاء وغدرة … وجور وإيلام وجرح مقتّل
وأدموه ضربا بالحجارة صبغة … وأذوه إيذاء بما لم يمثَّل
فسالت دماء من جبين مبارك … وصارت على الرجل كخف منعل
ليمسح وجها من دماء ومدمع … ويمشي غشيا في هجوم البلابل
فجاء إليه من ملائك ربه … لإهلاك قوم بالعذاب المنكّل
لإهلاكهم بين الجبال بطائف … بسحق ورضّ بينها مثل فلفل.
* * *
٣٥٧٢ - الشيخ العالم الفقيه عزيز الحق بن ثناء الحق بن ضياء الحق بن حضرة شيخ بن محب اللَّه بن نور اللَّه بن المفتي نور الحق بن الشيخ المحدّث