للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٤٣٣ - الشيخ الفاضل المولى مصلح الدّين ابْن الشَّيْخ عَلَاء الدّين، المشتهر بجرّاح زَاده *

ذكره صاحب "الشقائق النعمانية" في كتابه، وقال: ولد الشَّيْخ رَحمَه الله بِمَدِينَة "أدرنه" فِي شهر صفر سنة إحدى وَتِسْعمِائَة، وَنَشَأ طَالبا للْعلم والمعارف، وساعيا فِي اقتناء شوارد اللطائف.

وقرأ رَحمَه الله مُدَّة كتاب "الْمِفْتَاح" بإتقان وَتَحْقِيق على الْمولى لطف الله ابْن الْمولى شُجَاع، وَهُوَ مدرس فِي مدرسة الْجَامِع الْعَتِيق، ثمَّ أفاض الله تَعَالَى عَلَيْهِ مجَال رَحمته من شآبيب لطفه ورأفته، فَهبت عَلَيْهِ نسائم الزّهْد وَالصَّلَاح، وناداه مُنَادِي الْفَوْز وَالصَّلَاح، فَأَجَابَهُ بِالسَّمْعِ وَالطَّاعة، وَتحمل مشاقَّ الْعِبَادَات بِقدر الِاسْتِطَاعَة وتبتّل إلى الله سُبْحَانَهُ وجد واجتهد، حَتَّى علا أقرانه.

وَقد سَأَلته رَحمَه الله عَن سَبَب سلوكه ودخوله فِي طَرِيق الصُّوفِيَّة، فَقَالَ رَحمَه الله: كنت فِي أوائل حَالي وأوان طلبي فِي غَايَة الإعراض عَن طَرِيق الصُّوفِيَّة، وَاتفقَ أني اجْتمعت فِي بعض اللَّيَالِي مَعَ الإخوان والخلان، وتجارينا فِي شجون الْكَلَام، وقضينا الوطر عَمَّا يكون وَكَانَ، فَنَامَ كل من فِي الْمجْلس، فإذا بصيحة عَظِيمَة وأصوات مزعجة من طرف السَّمَاء، فَرفعت رأسي، فَرَأَيْت حجرا عَظِيم الْقدر، نزل على الْبَيْت الَّذِي كُنَّا فِيهِ، فَكسر السّقف، وَنزل إلى ساحة الْبَيْت، وَغَابَ فِي الأرض، فَاسْتَيْقَظَ من هَذِه الصَّيْحَة الْعَظِيمَة كل نَائِم من أهل الْمجْلس، وأخذوا يتساءلون عَنْهَا، وَلم يطلعوا على شَيْء وعادوا إلى النّوم، وَحصل لي من ذَلِك دهشة عَظِيمَة،


* راجع: الشقائق النعمانية ١: ٤٥٨ - ٤٦٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>