قال الإمام اللكنوي في "الفوائد البهية": ذكره السمعاني عند ذكر القاضي، وقال: استخلفه القاضى يحيى بن أكثم على قضاء العسكر وقت خروجه مع المأمون إلى "قم"، فلم يزل على عمله إلى أن رجع يحيى، ثم تولى القضاء بـ"البصرة"، فلم يزل عليه، حتى مات، وأسند الحديث عن إسماعيل بن جعفر، وهاشم بن بشر، ويحيى بن زكريا بن أبي زائدة، ومحمد بن الحسن، وغيرهم.
وقال محمد بن سماعة: كان عيسى ابن أبان حسن الوجه، وكان يصلّي معنا، وكنت أدعوه إلى محمد بن الحسن، فيقول: هؤلاء قوم يخالفون الحديث، وكان عيسى حسن الحفظ للحديث، فصلّى معنا يوما الصبح، وكان يوم مجلس محمد، فلم أفارقه، حتى جلس في المجلس، فلمّا فرغ محمد، قلت: هذا ابن أخيك أبان بن صدقة، ومعه ذكاء ومعرفة بالحديث، وأنا أدعوه إليك، فيأبى، ويقول: إنا نخالف الحديث، فأقبل عليه، وقال يا بنيّ! ما الذي رأيتنا نخالفه من الحديث، فسأله عن خمسة وعشرين بابا من الحديث، فجلس محمد يجيبه عنه بما فيها من المنسوخ، ويأتي بالشواهد والدلائل، فلزم عيسى محمد بن الحسن لزوما شديدا.
وقال أبو خازم القاضي: ما رأيت لأهل "بغداد" أكثر حديثا من عيسى، وبشر بن الوليد، ومات بـ"البصرة" في المحرّم سنة ٢٢١ هـ.
* * *
٣٨٠٨ - الشيخ الفاضل عيسى الملك المعظم ابن الملك العادل سيف الدين أبي بكر بن أيوب *