يؤدي واجبه مجهوده الجبارة إلى أن حدثت حادثة "ربوه"، حيث إن القاديانيين أخذوا الطلبة المسلمين المسافرين بالقطار، التى تمرّ من "ربوه" أخذوهم، وضربوهم، وأوجعوهم، وأدموهم، وبذلك قامت ثورة شعبية في عهد ذو الفقار علي بهوتو الرئيس البكستاني آنذاك. وانتخبه جميع الأحزاب السياسية والدينية قائدا لهم، وأسّسوا جمعية باسم مجلس العمل، وانتخب له رئيسا، وقاد الأمة بقيادته الحكيمة ونتيجة لجهود المسلمين الجبارة، وتضحيات الشعب المسلم، وتفديتهم المهج والأموال في هذا السبيل نتيجة لذلك، وللقيادة الحكيمة للجماعات الدينية والأحزاب السياسية اضطرت الحكومة بعد ردّ كدّ وبحث وتمحيص على إصدار قرار بكون القاديانيين أقلية غير مسلمة باتفاق مجلس الأمة البكستاني، وذلك سنة ١٩٧٤ م، وهكذا أثمرت دعوات.
المسلمين، وقطع الله شأفة هذه النحلة، ورجعت إلى حيث أتت، والحمد لله أولا وآخرا، ونكتفي في مكافحته بهذا القدر، والتفصيل خارج عن موضوعنا، وهذه الإشارات الإجمالية فيه مقنع وكفاية، والله الهادي إلى سواء السبيل.
[الهند وعلم الحديث]
وقبل أن نشير إلى مؤلّفات الشيخ رحمه الله تعالى يجدر بنا أن نلقى نظرة عابرة على نشأة علم الحديث في الديار الهندية ومكانته بين العلوم الدينية، من المعلوم أن علم الحديث علم شريف، حيث إنه يبحث عن أقوال النبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله وأحواله، وعليه مدار الفوز بسعادة الدارين، وله رتبة ثانية بعد كتاب الله تعالى، وهو ثاني أدلة الأحكام، وقد وضع العلماء لهذا العلم أصولا وأحكاما، وقواعد وشروطا، وصنفوا في ذلك