للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أسفارا وكتبا، ولا بدَّ لطالب علم الحديث أن يعرف علم أسماء الرجال وأنسابهم ووفياتهم وصفات الرواة ومن يقبل روايته، ومن لا يقبل، والعلم بكيفية أخذهم الحديث، والعلم بلفظ الرواية، وإيرادهم ما سمعوه، وأن الحديث مروي بلفظه أو بمعناه، وما حكم الرواية بالمعنى، والعلم بالمسند، والمرسل والمنقطع، والموقوف والمعضل، وغير ذلك من أقسام الرواية، ومعرفة الجرح والتعديل، وطبقات المجروحين، والحديث الصحيح، والموضوع، والضعيف والغريب، والحسن، والمتواتر، والآحاد، والناسخ، والمنسوخ، وغير ذلك من الأبحاث الحديثية.

ونظرا إلى أهمية الأحاديث، وحضّ النبي صلى الله عليه وسلم على جمعها، وحفظها أفنى الصحابة والتابعون أعمارَهم في ذلك، كيف لا، وهي أقوال نبيهم وحبيبهم، صلى الله عليه وسلم، الذي كانوا يفدون عليه مهجهم وآباءهم وأمهاتهم، وهى وسيلة لفلاحهم وفوزهم، يقول: صلى الله عليه وسلم "نضَّر الله امرءا سمع منا شيئا، فبلغه كما سمعه، فربّ مبلغ أوعي من سامع" (١). وذكر أبو القاسم بن منده في "تذكرته" أنه روى هذا الحديث عن المصطفى، صلى الله عليه وسلم أربعة وعشرون صحابيا، تم سرد أسماءهم (٢)، فوعى الصحابة رضى الله عنهم جميع ما سمعوا عن النبي، صلى الله عليه وسلم، وبلغوه إلى من بعدهم، ورواه كابر عن كابر، وماجد عن ماجد، وتوفرت الرغبات فيه، وكانوا يسافرون شرقا وغربا لطلب حديث واحد، وكان معظم الصحابة يعتمدون في حفظ الأحاديث على ذاكرتهم القوية، كما أن البعض منهم كان يكتب في عهد النبي، صلى الله عليه وسلم أيضا.


(١) رواه أحمد والترمذي وابن حبان.
(٢) فيض القدير (٦ - ٢٨٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>