ذكره العلامة المحبي الحنفى في كتابه "خلاصة الأثر"، وقال: ولد بـ"الرملة"، نشأ، وقرأ على والده، وعلى الشيخ أبي الوفا بن موسى القبي الحنفي، والشيخ إبراهيم الشبلى الحنفى الرمليين.
وأخذ الفرائض والحساب عن الشيح زين العابدين المصري الفرضي النحوي، شارح "الرحبية"، قدم عليهم "الرملة" في حدود خمس وأربعين وألف، فأنزله والده عنده لأجل إقراء ولده، ومكث عندهم نحو سنتين، ثم توجه إلى "مصر"، وأجازه والده بالإفتاء، فأفتى في حياته، وكان أعجوبة الزمان في كشف المسائل من مظانها، علامة في الفرائض والحساب، حتى أن غالب فتاوى والده في الفرائض كان هو الذي يقسمها، وغالب كتب والده كانت تحصيله، إما بالاستكتاب، وإما بالشراء.
وكان يعجب والده اجتهاده في تحصيلها، وكان متصرفًا في دنيا والده تصرفًا حسنًا، حتى أنه جدد أملاكًا، وتجملات كثيرة، وكان يحب إكرام من يقدم على والده، وكان حسن الخلق، والخلق كريم الطبع، وقورًا، عالي الهمة، سامى القدر، دينًا خيرا.
(أخبرني) صاحبنا الفاضل المؤرّخ إبراهيم الجينيني أن مولده في نيف وعشرين وألف، وتوفي نهار الأربعاء، حادي عشر ذي الحجة، سنة إحدى وسبعين وألف في حياة والده، وأسف عليه أسفًا عظيمًا، وبعد موته تكدّر عيشه، وذهب رونق حياته، وله فيه مراث وأشعار كثيرة، رحمهما الله.
* * *
٥٢٣٥ - الشيخ العالم الكبير العلامة محي الدين بن عبد الله، البهاري *