إن "شرح معاني الآثار" للطحاوي كتاب من الكتب المعتبرة في الفقه الحنفي، وهو متبع في المقرّرات الدراسية لجميع مدارس "الهند" و"باكستان"، ولكن لم يكن له شرح جامع مفيد، حتى لم يؤلّف عليه علماء الأحناف حق التأليف، ولم يعنوا به حقّ العناية، فمسّت الحاجة إلى أن أخذ عالم بارع عالي الكعب في الحديث وطويل الباع في أصول النقد والجرح والصحة والسقم في الرواية يراعته حول هذا الموضوع، ليسهل عليه الاطلاع والوقوف الكامل على الأخطاء المطبعية، فشدّ لهذا المهمّ حزيمه رجل احتضنته وربته ونشأته مظاهر العلوم، وألّف، وشرح شرحا متبعا مقنعا، فلو جاء كاملا لظهر في مجلّدات ضخمة كبيرة.
ومن المؤسف أنه لم يشرحه إلى باب الركعتين بعد العصر، حتى وافته المنية، وبالرغم من ذلك قد جاء في أربعة مجلّدات كبار، يبلغ عدد صفحات ١٤٥٦، وهو يجمع بين شرح الألفاظ المشكلة، وتحقيق الرواة، وحلّ أنظار الطحاوي حلا شافيا، والدفاع عن الأحناف وأدلتهم.
٢ - " حياة الصحابة":
جاء الكتاب في قصص الصحابة الكرام النضالية، وفى أحاسيسهم، وعواطفهم الدينية، غيرتهم الإيمانية، وحبهم البالغ في النبي صلى الله عليه وسلم، ورغبتهم، وحنينهم الزائد إلى الشهادة ودعوتهم، وإرشادهم إلى الله ودينه، أقام فيه صاحب الترجمة مئات من العناوين والأبواب على هذه القصص، تم طبعه أول مرة في ثلاث مجلّدات من دائرة المعارف بـ "حيدر آباد""الدكن"، وهو يشتمل على ٢٠٣١ صفحة.