للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٣٢ - غزوة رسول الله صلى الله عليه وسلم بني لحيان]

ثم غزوة رسول الله صلى الله عليه وسلم بني لحيان، وكانوا بناحية "عسفان" في شهر ربيع الأول سنة ست من مهاجره، قالوا: وجد رسول الله صلى الله عليه وسلم على عاصم بن ثابت وأصحابه وجدا شديدا، فأظهر أنه يريد "الشام"، وعسكر لغرة هلال شهر ربيع الأول في مائتي رجل، ومعهم عشرون فرسا، واستخلف على "المدينة" عبد الله بن أم مكتوم، ثم أسرع السير، حتى انتهى إلى "بطن غران"، وبينها وبين "عسفان" خمسة أميال، حيث كان مصاب أصحابه، فترحم عليهم، ودعا لهم، فسمعت بهم بنو لحيان، فهربوا في رؤوس الجبال، فلم يقدر منهم على أحد، فأقام يوما أو يومين، فبعث السرايا في كل ناحية، فلم يقدروا على أحد، ثم خرج حتى أتى "عسفان"، فبعث أبا بكر في عشرة فوارس لتسمع به قريش، فيذعرهم، فأتوا "الغميم"، ثم رجعوا، ولم يلقوا أحدا، ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى "المدينة"، وهو يقول: آئبون تائبون عابدون لربنا حامدون، وغاب عن "المدينة" أربع عشرة ليلة.

[٣٣ - غزوة رسول الله صلى الله عليه وسلم الغابة]

ثم غزوة رسول الله صلى الله عليه وسلم الغابة، وهي على بريد من "المدينة" طريق "الشام" في شهر ربيع الأول سنة ست من مهاجره، قالوا: كانت لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي عشرون لقحة ترعى بـ "الغابة"، كان أبو ذر فيها، فأغار عليهم عيينة بن حصن ليلةَ الأربعاء في أربعين فارسا، فاستاقوها، وقتلوا ابن أبي ذر، وجاءَ الصريخ، فنادى الفزع الفزع، فنودي يا خيل الله اركبي، وكان أول ما نودي بها، وركب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرج غداة الأربعاء في الحديد مقنعا، فوقف، فكان أول من أقبل إليه المقداد بن عمرو، وعليه الدرع والمغفر شاهرا سيفه، فعقد له رسول الله صلى الله عليه وسلم لواء في رمحه، وقال: امض حتى تلحقك

<<  <  ج: ص:  >  >>